توحدت كل الآراء حول قرار واحد ووحيد بعد النتيجة السلبية للمنتخب الوطني لكرة القدم عشية السبت الأخير، إقالة الطاقم التقني للمنتخب وفي مقدمته روجي لومير، لعجزه عن تطوير أداء المنتخب الوطني، وخلق مجموعة متجانسة قادرة على تحقيق ما يصبو إليه الجميع. إذن، وفي هذا الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات مطالبة بإقالة لومير، والانطلاق في صفحة جديدة لتكوين منتخب جديد برؤية مغايرة، تنتشر الأخبار هنا وهناك، تضع الموضوع في خانة الصعب والمكلف لميزانية الجامعة. فقد تدوولت في الأيام الأخيرة، بعض الأخبار تشير إلى كون إقالة المدرب الفرنسي تتطلب من الجامعة صرف أزيد من مليارين من السنتيمات! ما مدى صحة مثل هذه الأخبار، ومن يقف وراء نشرها في هذا الظرف بالذات؟ ذلك هو السؤال الذي تصعب الإجابة عنه، سيما أن تفاصيل العقد الذي يربط بين الجامعة والمدرب روجي لومير، ظلت في طي الكتمان وبعيدة عن متناول أي متتبع، باستثناء الرئيس السابق حسني بنسليمان ونائبه امحمد أوزال، وبعض المقربين منهما من رجال الدرك الذين كانوا يشرفون على كل صغيرة وكبيرة داخل ردهات الجامعة.. وأغلب الظن، أن تلك التفاصيل قد تم تمريرها للرئيس الفهري الذي خلف الرئيس السابق، بدون أن يتم الافصاح عنها أو على الأقل ولو عن جزء منها للعلن! ولأن سياسة العهد السابق عزلت الجامعة وجعلت شؤونها تدار في دائرة مغلقة، مفاتيحها كانت دوما لدى الجنرال، فالخوف أن تستمر نفس السياسة في هذا العهد الجديد، ويظل منطق الشفافية والوضوح مغيبا عن أجندة المسؤولين الجدد في أكبر جامعة رياضية وطنية! ننتظر خروج علي الفاسي الفهري من صمته، لشرح كل ما يقع ويحدث، فالأمر يتعلق بخيبة أمل قاسية لدى 30 مليون مغربي، والموضوع يستحق تنازلات وتواضعا وتواصلا! هو إرث مسموم خلفه الجنرال بنسليمان لخليفته علي الفاسي الفهري، فكيف التخلص منه؟ علما بأن سبب نكسة كرة القدم الوطنية لا يعود للمدرب فحسب، فالمسببات متعددة وكثيرة، منها ما هو مرتبط بغياب منهجية التكوين والإعداد على المدى المتوسط والبعيد، ومنها ماهو متعلق بضعف إطار الممارسة الكروية محليا، إلى جانب فشل البرنامج التأهيلي الذي وضعت رهن إشارته أموال طائلة ، جزء كبير منها صرف في تحويل العشب الطبيعي لمجموعة من الملاعب، لعشب اصطناعي استنزف ميزانيات كبيرة، ولم يلق أدنى ترحيب من طرف الممارسين! نستحضر هنا هنري ميشال المدرب السابق للفريق الوطني، حين صرح بعد نكسة غانا، بكون كرة القدم الوطنية مريضة وتحتاج لعلاج في العمق.. بعد نهاية مباراة السبت الأخير، عاد روجي لومير ليكرر ما قاله سلفه، متهما «محيط الممارسة الكروية بالمغرب غير سليم..»! في التصريحين هناك جانب كبير من الحقيقة، لكن أين كانت مثل هذه الملاحظات القيمة وروجي لومير يوقع عقده بأرقامه المالية العالية والكبيرة؟ على أي، نتجرع مرارة ما حدث، وينعم روجي لومير بملايين راتبه الضخم.. فعطلة سعيدة له ولمعاونيه!