قالت نقابات عمال ومستخدمي «نقل المدينة» في بلاغ صادر عنها، أول أمس الأحد، إنها قررت تعليق الإضراب الإنذاري الذي كان مقرراً له أمس الاثنين، بالتوقف الجماعي عن العمل بكافة المراكز لمدة 24 ساعة قابلة للتمديد. النقابات الداعية الى الإضراب: الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل ونقابة (ا. ع. ش. م)، أرجعت تعليق حركتها الاحتجاجية ، وفق البلاغ الصادر عنها في وقت متأخر من مساء الأحد، إلى اللقاء الذي دعاهم إليه رئيس المقاولة يوم الأحد في الساعة الثامنة والنصف مساء، والذي أبلغهم خلاله دعوة والي الدارالبيضاء الى اجتماع استثنائي بمقر الولاية صباح أمس الاثنين! هذا وتفيد الأخبار الواردة علينا من كافة المراكز أن حركة من الاضطراب والارتباك سادت صفوف كافة العاملين بالقطاع وعموم المواطنين على السواء، جراء الإعلان المتأخر عن قرار تعليق الإضراب، في الوقت الذي، تضيف مصادرنا، كانت كل الأطراف قد تهيأت لاستقبال قرار الإضراب الإنذاري، بما فيها الأجهزة الأمنية التي كانت فرق التدخل السريع، حسب إفادة شهود عيان، حاضرة بكثافة مساء الأحد وصباح الاثنين أمام المستودعات الأربعة ل «نقل المدينة». إلى ذلك، يتساءل متتبعون عن قرار وأبعاد وخلفيات دعوة السلطة المحلية للدار البيضاء النقابات الأربع، إلى اجتماع طارىء وفي وقت متأخر من ليلة الأحد، في الوقت الذي كان أمامها متسع من الوقت لدعوة الأطراف المعنية الى مناقشة تفاعل الوضع الاجتماعي بالمؤسسة بمجرد إعلان بلاغ النقابات يوم الجمعة الماضي الداعي الى إضراب عام. هذا ، وفي تقدير عدد من الملاحظين، فإن السلطة المحلية التي تمكنت في زمن قياسي من إقناع النقابات باتخاذ قرار تعليق الإضراب تكون من جهة قد تمكنت من إبطال مفعول الحركة الاحتجاجية الجماعية التي «تهيأت كل الظروف النفسية واللوجيستيكية لإنجاحها»، وأدت، موازاة مع ذلك، إلى « خلق نوع من الإحباط في نفوس معظم العاملين الذين كانوا يعولون على دخول المعركة بهدف انتزاع حقوقهم المترامى عليها، أمام أعين السلطات التي ظلت تأخذ موقف «المتفرج» وغير المعني في أكثر القضايا الاجتماعية توتراً بالمؤسسة».