خلصيني من حيرتك الحارقة و قولي كم قلبا لديك لأكشف لك عن كفي الأيسر حين يصلك مقطوعا . . و أعريني من وسخ القرون و مخطوطات الارتباط الأسطوري . و أجري . . أركض في تفاصيل جرحي أنادي لك القلب وراحة الاعتراف و أحلام عطشان تائه في صحاري اليوم الهارب يطارد سرابا يلاعبني يقودني مكْرَهاً نحو زنازن الوهم و الانتظار و رؤيا تهاتفني في الليل دع العشيرة في ظلمتها و ابحث عن غزالك في الأطراف القريبة من سرير الأيام و دفء البَوْح المباح . و ذاك الشرود جحيمي يجذبني نحو غضبتك الصامتة و قلب أحمر يعشق زرقة سماء مشرعة على أحزان غامضة من بقايا ماض مجروح يمنعني من الكلام و تاريخ قَهْر ينسج كفن زاهد منسي يتمدد في قبر متناسخ يمسك بقيود ذكورة مخصية و نزوات ثعابين تراقص أفاعيها في عرس شهريار الدموي . لك هذا الحب القاسي و رسائلي العابرة تمتطي صهوة البراءة و الترقب فطاوعي نعمة النسيان مزقي أكاذيبك الطائرة نحو أبراج روما و مدائن الحب العاثر و لا تسألي عن مصيري و حماقات جدودي و هي تنادي الزهرة و الوردة انتظري حتى نأذن لك بالحلم في عز النهار و ذل الغياب المشاع و نمنحك عقودا صفراء تؤرخ للقاء لم تكتب بقية تفاصيله في السماء . . . أقول .. في هذا الغبار الخانق و جرح النظرات الشاردة من شدة الخواء المختوم بطوابع الإقصاء وزعامات السيوف المكسورة و شرارات الافتراس العمياء . . لم يعد لي حق الكذب و التبرؤ من حبي المفضوح في زمن العرض والطلب و البيع المبرح كما أني لا أملك حق الكره و وَأْد ألطف الكائنات و لا ثقافة المشاريع السائبة أو دعارة المكاتب الخفية و لا أسهم الشركات المشتعلة و قيمها المكهربة . . لكنني المثقل بحكمة المجنون و سحر الجمال المسافر دوما داخل هروبك اليومي و قلقك من سواد الغد المجهول. هكذا اقْرَئيني وقد هجرت الجد القابع تحت خيمة الرعب و الخلاء المسحور بحكايات عايشة قنديشة و الجنيات الشبقيات و سلاسل الخيانات التاريخية و أبطالها من الإنس و الجن و الأحجار التي تتألم و بعد كل نهاية غارقة في الجهل و الخرافة يكتب للطفل المسكون بأفراح الآتي وصيته الأخيرة لا تثق . . يقول كل النساء كلبات و أخت المرأة امراة لكني . . في غفلة منه كبرت دقت عسل المشتهى و حرقة الدفء المنشود وعدت إليه أرفض مزاعم جنيات الطرقات المهجورة وأضع الخاتمة للعبة الاستبلاد و غباء العدم . فيك أرى ربيعي الفتان و ابنتي إلهامي و لذة النص المحروسة و الشاعر الذي أعشق « با دريس « الملياني الطيب يردد في جلساتنا الحميمية في لحظات الإنشاد العذب و حسن الإصغاء مقولة مبدع البياض الثلجي دوستفسكي عجيب يا حبيبي « الجمال وحده ينقد العالم « . لأجل ذلك . . أحبك عنيدة صامدة في رحلة الصعود نحو الفرح الموعود بمزاج مشتعل يعرف متى يعطي التفاحة لمن يعشقها فأنا عادة و هذا طبعي المشهود يحْييني الجمال و أرفض أن أرى في حسنائي كلبة مطيعة لجمهرة الكلاب المسعورة كما أني أكره العيش حزينا على وقت مات ولم يتبق منه سوى لحية مزيفة تصارع من أجل فرض نزواتها المريضة و مواصلة غزواتها السريرية و استيهامات الأشباح . و أنت تصعدين في مدارج إنسانيتك المسلوبة اعذريني حبيبتي إن أخرستني المفاجأة لأني سليل ظلمة عششت قرونا خرج من كهف الأجداد و ثقافة الاقتتال و الأضداد نحو ضوء الفن و الفكر و الجمال و الحرية المسؤولة و صادف أن التقى بك أنت و وجدك أجمل الأمهات و أرق البنات و أعذب الحبيبات . ربيع 2009