قضية اليوم مأسات اجتماعية تتخبط فيها عدد من العائلات نتيجة التشنج في العلاقة الكرائية، حيث لم تنفع التعديلات المتتالية للقوانين الضابطة والمؤطر للعلاقات بين المكترين والمكرين من الحد من النزاعات المعروضة على القضاء، مما يتفرع عنه نزاعات جانبية تهم تبادل الضرب والجرح، والتسبب في عاهة مستديمة، بل يمكن أن يصل الأمر إلى جرئم قتل، كحالة ضحية هذه النازلة المزداد سنة 1987، التي تورط فيها أساس متهم من مواليد 1972، له خمس سوابق قضائية، والذي جر معه أخاه للمساءلة في حالة سراح، لكن من حسن حظه أن أخت الضحية تشهد بعدم ارتباطه بالاعتداء والتصفية الجسدية بطعنات قاتلة بعد يومين من الاشتباكات والاستفزازات. وفيما يلي بعض مما دونته مصالح الأمن بالرباط، والذي لا يجب أن يغفل عن جوانب أخرى من الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لفئات واسعة من المواطنين المحالين على المعاش، وظاهرة الانحراف التي يعد الخمر أحد عناوين تأجيج صراعها: عدم تأدية المستحقات والهجوم بعد الحالة الهستيرية .. بناء على إشعار من قاعة المواصلات المحلية انتقلت عناصر الأمن من أجل التدخل، حيث أخبرتهم أخت الضحية أنه تم نقل شقيقها ووالدتها إلى المستشفى نتيجة تعرضهما للضرب والجرح بالسلاح الأبيض على يد (ي . ص). وقبل الانتقال إلى المؤسسة الصحية أُجريت معاينة أولية لمنزل العائلة المكترية، إذ لوحظ شضايا زجاج نافذة مُكسرة وبقع دم وقنينات خمر. وإثر ربط الاتصال بالطاقم الطبي للمستشفى أُشعر رجال الأمن بأن المسمى (ع.م) فارق الحياة متأثرا بجروحه، وأن والدته احتفظ بها تحت المراقبة الطبية، والتي صرحت أنها اكترث منذ حوالي أربع سنوات المنزل الكائن بالطابق السفلي بمبلغ 1200 درهم، إلا أنه منذ نهاية سنة 2009 برزت مشاكل مع المكرين، خاصة المتهم المسمى (ي. ص) الذي حثها غير ما مرة على إفراغ محلهم لعدم تأدية فواتير الماء والكهرباء والسومة الكرائية... مضيفة أنه بتاريخ 23 يناير 2010 هجم المتهم على منزلها وعرضها للضرب والجرح بالسلاح الأبيض، إذ أصيبت بشفتها السفلى... وأنه في اليوم الموالي انتابت ابنها الهالك حالة هستيرية جراء الاعتداء عليها من طرف (ي- ص) وتحوز بقنينة ماء حارق وسلسلة حديدية بغية الانتقام، إلا أن المتهم وجه إليه طعنات قاتلة بعد أن أسقطه أخ المتهم أرضا.... وسجلت عناصر الأمن تناقض بين تصريح أم الهالك وأخته بشأن الجرح في الشفة السفلى وعدم تدخل (ع) في النزاع. رشق بقنينات خمر وتشابك: نسب إلى المتهم (ي.ص) أن العائلة التي تكتري منزلهم لاتفي بأداء السومة الكرائية مما حدا به إلى مطالبتها بالإفراغ (الطابق السفلي) لكون والده مسنا ولا يتوفر إلا على معاش 800 درهم.... وأشار المتهم أنه يوم 22 يناير 2009 وقع نزاع بينه وبين عائلة الهالك إثر إقدام هذا الأخير على التسلل لمنزلهم عبر قنوات التهوية وإلحاقه خسائر مادية، مضيفا أنه في اليوم الموالي هجم على مسكن »غريمه« بعد احتسائه للخمر بغاية الانتقام، حيث أصاب أم الضحية بجروح في شفتها ورشق منزلها بقنينات خمر فارغة، مما دفع »خصومه« للرد عليه وجرح أصبع يده اليمنى بضربة سلاح أبيض من طرف الضحية، الذي شاهده يوم 24 يناير يرش أخاه بمادة حارقة وحاملا سلسلة حديدية. وأمام هذا الوضع هب للتدخل وجرد الضحية من »وسائل هجومه« والذي أخرج (الضحية) سلاحا أبيض ليتشابكا ويوجه له طعنات على مستوى يده اليمنى، وبطنه بمحاذاة القلب، ثم طعنة ثالثة بالسكين بأسفل الظهر، في حين عزا باقي الجروح التي كانت تحملها جثة الهالك إلى نزاعات سابقة.... مضيفا أنه أصاب أم الضحية بإبطها الأيمن حينما حاولت التدخل... نافيا علاقة أخيه بالحادث، الذي تطور بالنظر لتصرفات الضحية وكثرة نزاعه مع أبناء الحي وإحداثه فوضى عارمة مع عائلته ودخوله في نزاعات معه. خمس سوابق عدلية: دخل المتهم - المزداد سنة 1972، مطلق بدون أبناء، عاطل - المؤسسة السجنية خمس مرات من أجل الاتجار في المخدرات والسرقة وتكوين عصابة إجرامية، وذلك خلال سنوات 1993، و1994،و2001، و2002، و2006، حيث أن آخر »زيارته « كانت في شهر غشت 2009 إثر استفادته من العفو من جراء الحكم عليه بثلاث سنوات حبسا من أجل تكوين عصابة إجرامية، والذي كان قد تابع دراسته إلى السنة الثانية من التعليم الإعدادي لينقطع عن الدراسة لضعف حالته المادية، ليعمل في شركة للبناء منذ 1982 إلى غاية اعتقاله متلبسا بالاتجار في المخدرات سنة 1993 . أخ المتهم لا دخل له في الاعتداء ؟ ....كانت أخت الضحية قد أشارت إلى أنه نتجت خلافات متعددة جراء العلاقة الكرائية وأن المسمى (ي. ص) رشق منزلهم بقنينات الخمر مما تسبب في كسر زجاج بعض النوافذ وإصابة أمها في شفتها..... وأنها شاهدت يوم الحادث هذا الأخير يطارد أخاها إلى أن أصابه بطعنات مميتة.... مضيفا أن أخ المتهم لا دخل له في الاعتداء. ضجيج وماء حارق ومماطلة في أداء الكراء: عند الاستماع تمهيديا إلى أخ المسمى (ي.ص) صرح بأنه سمع ضجيجا قويا بالشارع فخرج يستطلع الأمر وشاهد الضحية ممسكا بقنينة ماء حارق وسلسلة حديدية والذي تقدم نحوه ورشه بالسائل، لكنه حمى وجهة بجلبابه، وخلال هذه اللحظات سمع صراخ الجيران وشاهد أخاه يحمل سلاحا أبيض وحاول التدخل لمنع أخيه من الاعتداء على الهالك إلا أنه تعذر عليه ذلك بالنظر للبنية الجسمانية لأخيه ولضيق تنفسه من جراء رشه بالماء الحارق، نافيا تعريض أم الضحية لأي اعتداء... مضيف أنه خلال بداية سنة 2009 خضع والده المسن إلى عملية جراحية مما دفع بعائلته لمطالبة المكترين بإفراغ منزلهم لكنهم التمسوا مهلة ستة أشهر وبعد انتهاء المدة تمت مماطلتهم دون تأدية واجبات الكراء ومستحقات الماء والكهرباء والتي حددت في حوالي 3 آلاف درهم، خصوصا أن والده لا يتوفر إلا على مورد المعاش المحدد في 800 درهم...