يتكرر السؤال بإلحاح، ونحن على مشارف محطة اقتراع يوم الجمعة 12 يونيو ، التي ستعرف تشكيل مجالس الجماعات المحلية عبر التراب الوطني، وهو السؤال الذي يطرحه في المقام الأول، الفاعلون الرياضيون، ويهم أساسا النظرة التي يرى بواسطتها المنتخبون القطاع الرياضي، وما طبيعة العلاقة بين الجانبين، وهل الجماعة في خدمة الرياضة كما هو مفروض، أم أن الآية معكوسة لتظل الرياضة في خدمة الجماعة، وتحديدا في يد بعض مسؤوليها المنتخبين الذين لاينظرون إليها إلا من خلال مرآة الاستغلال السياسي والاستهلاك الخطابي المناسباتي؟ قانونيا، حدد المشرع تلك العلاقة بنصوص واضحة تلزم الجماعة المحلية بالاضطلاع بمهمة دعم الرياضة بمختلف المستويات، عبر المساهمة مثلا في التنشيط الرياضي وتنظيم تظاهرات في هذا الاتجاه، أو تقديم منح مالية موسمية، والعمل على إنشاء وإنجاز بنيات تحتية لتوفير شروط مناسبة للممارسة الرياضية. والقانون المنظم للجماعات المحلية، جاء واضحا في هذا الشأن، خصوصا الظهير الشريف رقم 563 76 1 بتاريخ 30 شتنبر 1976، والمرسوم رقم 47076 2، بتاريخ 6 غشت، وقانون التربية البدنية والرياضة رقم 8706 الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 188 172 ل 19 ماي 1989، وما تلاه من مراسيم خاصة منها المرسوم رقم 443 95 2 بتاريخ 27 يوليوز 1995. واقعيا، أغلب الجماعات المحلية وضعت الرياضة في آخر اهتماماتها، ومنها من أسقطتها نهائيا من كل حساباتها، متجاهلة الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع الرياضي على مستويات متعددة، تربويا، ترفيهيا واقتصاديا كذلك. وفي مقابل ذلك، يلجأ بعض المنتخبين إلى استغلال الرياضة في مصالح انتخابوية، واستهلاكها مناسباتيا فقط. وعلى هذا الأساس، يتفق المتتبعون حول مسؤولية الجماعات المحلية في ما آلت إليه الرياضة الوطنية من ترد وتخلف! أمام هذا الوضع، تبرز انتظارات الرياضيين، من مختلف المواقع والمستويات، وتفتح كل أبواب التساؤلات حول مآل الرياضة الوطنية بعد محطة الانتخابات ليوم الجمعة 12 يونيو، ومدى استعداد من سنصوت لفائدتهم لتدبير شؤون جماعاتنا المحلية، لإيلاء هذا القطاع الرياضي ما يستحقه من اهتمام، وما يستحقه من مساحة في البرامج والمشاريع المفروض أن يضعها المسؤولون المنتخبون الجدد، ضمن أولويات مخططاتهم، فالجماعة المحلية، وذلك أمر لايجادل فيه اثنان، تعتبر المحور الرئيسي والأساسي في أي مخطط تنموي للرياضة الوطنية.. فهل يستوعب مسؤولو الجماعات المحلية أهمية الموضوع؟