أوردت العديد من وسائل الإعلام في إيطاليا، خلال الأسبوع الماضي، أخبارا تتعلق بتمكن المصالح الأمنية الإيطالية من إيقاف نشاط عصابة منظمة مختصة في الهجرة السرية، وتزوير وثائق رسمية مقابل مبالغ مالية كبيرة جدا. وكما جاء في ندوة صحافية لكبار مسؤولي الأمن الإيطالي، نقلتها بعض المحطات التلفزية مباشرة، ورصدت تفاصيلها كبريات الصحف هناك، فالموضوع يتعلق بعصابة تتزعمها «حسناء المتيوي» وهي سيدة مغربية تنحدر من مدينة المحمدية، ويساعدها في ذلك زوجها الإيطالي الجنسية ويدعى «سيفيرينو سانطورسا»، ومواطن له اسمه «إيفانو طوينو»، ومغربية أخرى وتدعى « نبيلة رديف». وتفيد تصريحات مسؤولي الأمن، أن العصابة المذكورة تنشط في الهجرة السرية وتزوير وثائق رسمية، وبأن العناصر المعتقلة، كانت قد أسست شركة وهمية لهذا الغرض، بإيطاليا، وخلقت فرعا لها بالمغرب، وهي شركة لصنع وتصدير مستلزمات طب الأسنان، كان يتم استغلالها لترحيل مغاربة بعقود مزورة مقابل ثمانية ملايين سنتيم للفرد. وأضاف المسؤولون الأمنيون، بأن عدد الضحايا، كما جاء في اعترافات الموقوفين، يفوق 200 فرد، معظمهم ينحدرون من مدينة المحمدية بالمغرب، وعدد كبير يوجد في لائحة الانتظار، ومعظمهم سلم المبلغ المتفق عليه، أو جزءا منه، لوالدة المتهمة الرئيسية «حسناء المتيوي» المدعوة «السعدية. ب» والتي تقطن بحي رياض السلام بالمحمدية! وفي تصريحاته الصحافية، أكد «ريكاردو طومينيا» المسؤول الأول بأمن مدينة تريفيزوا الواقع بشمال إيطاليا عن بعد 40 كلم عن مدينة فينيسيا، أن اكتشاف نشاط العصابة التي راكمت عناصرها ثروة هائلة جراء عملياتها الإجرامية، جاء بعد أن تقدمت مواطنة مغربية إلى أحد البرامج التلفزية، وحكت معاناتها مع حياة الشارع وتيهانها في دروب مدينة تريفيزوا، بعد أن اكتشفت أنها راحت ضحية خداع من وعدوها بالشغل، وبعقد عمل قانوني مقابل 8 آلاف أورو، بعد أن تم التخلي عنها بمجرد وصولها لإيطاليا، التي لاتعرف فيها أي أحد، وليس لها فيها أي أقارب! تحركت مصالح الأمن على هذا الأساس، ورصدت تحركات المشتبه فيهم، إلى أن اعتقلتهم في إحدى الشقق في الساعة الرابعة صباحا من أحد أيام بداية الشهر الجاري. وتشير بعض الأخبار الى أن هناك عددا كبيرا من ضحايا العصابة في مدينة المحمدية، ينتظرون التوصل بوثائق السفر، بعد أن سلموا المبالغ المتفق عليها لوالدة «زعيمة » العصابة، التي لاتزال تتسلم أموال ووثائق بعض الراغبين في الهجرة في أحد بيوت حي رياض السلام بالمحمدية!