تحل ذكرى 16 ماي بآلامها ومعاناة ضحاياها. ففي مثل هذا اليوم اهتز المجتمع المغربي على وقع جرائم إرهابية راح ضحيتها مواطنون ما فكروا يوما أن هناك من بينهم من يسرق منهم حياتهم ويبعدهم عن وطنهم. لقد تعودت فعاليات من المجتمع المدني وأسر الضحايا تخليد ذكرى 16 ماي الأليمة حتى لا يتكرر ما جرى. وقد دأب المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف على استرجاع تفاصيل هذا الحدث الأليم، وفي نفس الآن التساؤل عما قامت به الدولة والمجتمع المدني للقضاء على أسس هذا «العدوان الغادر». ومنذ 16 ماي 2003 وما بعدها، توالت المقاربات وخاصة الأمنية منها، وبالرغم من ذلك لم تتوار منابع الإرهاب، بل تنامت في صيغ وأشكال وانتماء اجتماعي، وشهدت هذه المدة منذ 16 ماي 2003 تفكيك خلايا إرهابية، وإفشال عدة محاولات تخريبية. والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يتابع ظاهرة الإرهاب التي استقطبت فئات غير منتمية اجتماعيا إلى أحزمة الفقر والجهل، بل اقتحمت فئات متعلمة و ميسورة الدخل كما ظهر لاحقا. لذلك يرى المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف أن المقاربة الثقافية هي المدخل الأساسي لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. لقد تأكد أن الخلفية الإيديولوجية للإرهاب كنمط ثقافي يوظف مجموعة من المفاهيم والمقولات ذات الحمولة الثقافية، تقتضي بالضرورة مواجهتها بنقيضها، وباستنبات الفكر والثقافة المتنورين والحداثيين في مؤسسات التنشئة والتربية والتعليم والإعلام، لأن إيديولوجية الإرهاب تقتحم الأماكن الفارغة والمظلمة. وبعد مرور ست سنوات على أحداث 16 ماي، فإن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يجدد دعوته إلى كل المسؤولين والمواطنين للمزيد من مواجهة جميع أشكال وصيغ العمل الإرهابي، وخاصة في مادته الخام، وهي إيديولوجية و أشكال استقطابه لها. رئيس المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف