وارث فعلي للشعر الفلسطيني كشعر قضية، لكن قضيته، هي قبل فلسطين وبعدها، هي قضية كل المواطنين العرب سواء كتب بالعامية المصرية او العامية الفلسطينية او الشعر الفصيح، انه تميم البرغوثي الشاعر الذي بزغ اسمه وسطع في سماء الشعر، ليمد شعر القضية بد م جديد كأي شاب يدفع اللغة الى ارتداء قمصان تي شورت والوقوف امام عدسات التصوير مكا اتفق، دون ابتسامة مصطنعة ا ترصن متكلف،ف وتأهي القوافي رحيبة الذراعين. ولد الشاعر تميم البرغوثيب بالقاهرة سنة 1977 من اب فلسطيني شاعر اشهر من نار علي علم هو مريد البرغوثي الذي سبق ان تعرف عليه الجمهور الشعري المغربي في اكثر من لقاء شعري وام مصرية هي الكاتبة المبدعة رضوي عاشور، وفي لسانه لهجة قريته الفلسطينية «دير غسانة الواقعة بين نابلس ورام الله، والتي كتب بها ديوانه العامي الاول »ميجانا« سنة 1999 والذي صدر عن بيت الشعر الفلسطينيبرام الله، لتتوالى بعد ذلك دواوينه: المنظر عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002، »قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف عن نفس الدار عام 2005، »مقام عراق« ويتضمن قصيدة مطولة ظل تميم يكتبها لمدنة سنة ونصف بعد سقوط بغداد، والتي قال بصددها: »شعرت ان المصيبة اكبر مما نتحمل.. المبتدز والخبر مهددان، شعرت ان كل بلد عربي هو العراق حيث القصيدة تتخذ شكل مجلس عزاء، تدلي فيه كل شخصية بشهادة، والشخصيات ليست كلها من بني البشر. ثم ديوانه الاخير: »في القدس« عن دار الشروق بالقاهرة. وطبعة اخرى برام الله سنة 2008، ضمنه قصيدة القدس التي كان قد سبق له ان شارك بها ضمن مسابقة »شاعر المليون«الاماراتية. والشاعر تميم البرغوثي الى جانب سطوعه الشعري، هو استاذ جامعي مساعد للعلوم السياسية بجامعة جورج تاون بواشنطن، سبق ان عمل بنفس الصفة بالجامعة الامريكية بالقاهرة وبجامعة برلين الحرة، كما عمل ايضا بقسم الشؤون السياية بالامانة العامة للامم المتحدة بنيويورك وبعثة الاممالمتحدة بالسودان، وباحثا في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة، وفي هذا الاختصاص صدر له كتابان الاول باللغة العربية تحت عنوان »الوطنية الاليفة: الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار« عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة« عام 2007 والثاني بالانجليزية عن مفهومي الامة والدولة في العالم العربي صر عن دار بلوتو للنشر بلندن عام 2008 وان يكون الشاعر ابن الشاعر وابن الكاتبة معناه، انه رضع الشعر من اثدائه الصلبة اذ يقول عن والده: كان يقرأ لي الشعر وانا طفل، فادركت ان للشعر طقسا اخر، طقس في الالقاء وقول كلام اجمل، وان نحمل الورقة بطريقة اخرى اما عن امه فيقول: «وفرت لي مصر من خلال امي استقرارا كبيرا، شعرت انها البلد الذي استطيع ان اعيش فيه، ان احبه او اكرهه، او اما فلسطي فهي الوطن الغائب الذي نسعى اليه. ولانه »يثلث« بين العامية الفلسطينية والعامية المصرية والعربية الفصيحة، كان لابد ان يتحدث عن هذا التنويع، فيقول: »الشعر العامي والفصيح يؤديان وظائف الكلام بطريقة افضل، مهماتها كثيرة ومتنوعة: الامتاع والافهام والتأثير والاضحاك، والابكاء... وهي عملية اتصال بين ناطق فرد وجماعة يخاطبها بلغتها، بشكل تفهمه وهذا رأي مخالف لتوجهات شعراء من جيل الشباب يرون ان الشعر مشروع شخصي لا رسالة«. وكأي شاعر مشاغب فان علاقة تتميم البرغوتي بكتابة الشعر جاءت مبكرة، اذ كتب في الثانوية اهازيج في هجاء المدرسين، وهي الاهازيج التي كان يرددها التلاميذ في الثانوية، ونشرها ضمن قصائد ديوانه الثالث، لتنطلق الرحلة ويستمر السفر الجميل، في حضرة الشعر وفي حضرة الكلمة.