يمكن للمغرب حقا أن «يفخر» بمنطقة سيدي مومن التي تخوله الدخول لكتاب «غينس» للأرقام القياسية. فهذه المنطقة الممتدة على مساحة 47 كلم مربع فقط تضم أزيد من 24 ألف براكة يقطن بها ثلث سكان المنطقة، أي 100 ألف نسمة من أصل 300 ألف ساكن في الإجمال، وإلى ذلك، فسيدي مومن تحتوي على 39% من سكان الكاريان بجهة الدارالبيضاء و 20% وطنيا ، هذه الأرقام التقطناها من أفواه مسؤولين رسميين وليس من جهة مناوئة لاقدر الله. ومازال في الجعبة كثير من الأرقام القياسية، فالمنطقة خصص لها 40 مليار سنتيم للقضاء على السكن غير اللائق وسيقام بها ملعب رياضي ب 260 مليار سنتيم، وكلف مكتب دراسة بإحصاء سكان الكاريان فقط بمبلغ 700 مليون سنتيم، لأن مصالح محمد ساجد ، رئيس مجلس الدارالبيضاء ، لا تستطيع حتى إحصاء الممتلكات الخاصة بالمدينة، فبالأحرى سكان الكاريان الذين يجهل حتى أماكن تواجدهم! وبسيدي مومن فقط، سجل أن قاطني البراكة الواحدة قد يصل الى ثمان أسر مركبة، أي والله ثمان أسر بالتمام والكمال! وإذا أخذنا معدل 5 أشخاص في الأسرة، فإن براكة سيدي مومن تمنحنا رقما قياسيا جديداً يصل إلى 40 شخصا في البراكة الواحدة! وأخيرا بسيدي مومن حيث يتواجد كل من كاريان السكويلة وطوما نسبة لصاحبه الفرنسي طوما الذي كان يسير منجما بالمنطقة وترك كل هذا الخراب بعد أن حمل المعادن النفيسة الى بلاد الضباب والأنوار، يمكن لمقاولين «وهميين» شراء بقع أرضية بها أناس يقطنون منذ أزيد من 70 سنة بأثمنة بخسة، ويأتون بجرافات «السلطة» لإفراغ الناس بعد صدور أحكام لفائدتهم ! مما يعني أن بعض المقاولين لا يهمهم من أمر سيدي مومن إلا تراكم الثروات، فكما يوجد «تجار الحروب»، يوجد «تجار الكاريانات»، ويبقى البعض القليل بالمنطقة يسعى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن في سيدي مومن أولا وأخيراً ، يعيش بشر مغاربة وُضعوا ، في زمن ما ، في براريك تشبه «زنازن اعتقال» تفتقر للحد الأدنى لشروط العيش الكريم ، دون أن تتحمل الجهة المسؤولة عن هذه «الإهانة» للكائن البشري كامل مسؤوليتها! ويبقى السؤال: من بنى ومن اغتنى من «مأساة» سيدي مومن، التي تكلف المغرب اليوم فقط 200 مليار لإنقاذ الوضع؟!