«راض على النتيجة التي وصلنا إليها في سياسة القضاء على السكن غير اللائق في سيدي مومن، إلا أن ذلك لايمنع من الاعتراف بأن هناك مشاكل عالقة تتطلب حلولا مستعجلة ونهائية، وعلى مؤسسة العمران ومندوبية الوزارة في الإسكان تسيير هذا الملف بمرونة، انطلاقا من واقع وحاجيات السكان التي تراعي ظروف عيشهم»، هكذا اختار احمد ابريجة رئيس مقاطعة سيدي مومن أن يخاطب جمهور الصحافيين الممثلين لمختلف منابر الإعلام الوطنية المكتوبة والمسموعة، الذين حضروا لمواكبة أطوار اللقاء الصحفي التي نظمته المقاطعة ضمن فعاليات أيامها الربيعية الخامسة، وذلك مساء يوم الخميس المنصرم بإحدى قاعات مركب التنمية البشرية بسيدي مومن، حول «السكن غير اللائق» بالمنطقة. «افتخار» بالمنجزات، وإقرار/ اعتراف في نفس الوقت بالإكراهات والمشاكل، التي كان من المفروض أن تقدم بشأنها عدة إيضاحات، إلا أن غياب وتغيب مؤسسة العمران عن حضور اللقاء لم يسعف الحاضرين من صحافيين وعموم المواطنين في إشفاء غليلهم، بل زاد من اتساع هامش التساؤلات والاستفسارات التي كان في كل مرة المندوب الإقليمي لقطاع السكن والتنمية المجالية ومعه ممثل وكالة التنمية الإجتماعية يحيلان أصحابها على «العمران» دون تقديم التبرير الذي لأجله لم يحضر ممثلوها، وهو ما علّق عليه بعض الحاضرين بأنه «استخفاف في التعامل مع قضية ذات تداعيات وحساسية خاصة»، سيما مع تخلف ممثلي المكتب الوطني للكهرباء وشركة «ليدك» عن الحضور، بل إن البعض طالب بحضور ممثلي السلطة المحلية لمساءلتهم عن الكيفية التي تم بها تفريخ 24 ألف براكة بسيدي مومن!؟ أشياء كثيرة تم التصريح بها في إطار العموميات وغابت الأرقام الحقيقية المضبوطة اللهم بعض الاستثناءات التي صدرت عن عبد الرزاق رشد، من قبيل أن « 54 أسرة بدوار السكويلة و65 في دوار طوما، هي عدد الأسر التي استفادت من قروض «فوكاريم»، من مجموع الساكنة التي تصل إلى 24 ألفا و 196 أسرة المستفيدة من برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بكلفة تقدر ب 2 مليار درهم، والتي بلغ عدد المستفيدين منها إلى حدود انعقاد اللقاء الصحفي 8940 أسرة، وتم هدم 4548 براكة»، علما بأن الدولة تعهدت بتمكين الأسر المستفيدة من قروض فوكاريم، دون أن يتم تقديم إيضاحات حول «السر» في الاقتصار على هذا العدد «الهزيل»؟ أسئلة/تساؤلات بقيت عالقة دون أجوبة، حول السبب في استمرار 550 سكنا قصديريا في التواجد بكاريان طوما، وعن السر في عدم ربط مجموعة من المنازل التي تم تشييدها بالماء الصالح للشرب والكهرباء، ملفات القروض، الحالات الإجتماعية والإنسانية ومنها كيفية إسكان أسرة تتكون من والدين لهما 3 أبناء مصابين بإعاقة حركية وحسية، وحول تخلف «العمران» عن تشييد 47 مشروعا اجتماعيا تعهدت بها، في حين لم يظهر الأثر سوى ل 8 مشاريع لاتزال في طور الإعداد ولم تكتمل بعد باستثناء إثنين أو ثلاثة!؟، وعن السبب في عدم تمديد خطوط النقل، وعدم إحداث أخرى جديدة لتسهيل تنقل المواطنين من وإلى التجمعات السكنية الجديدة، وحول الاعتراف ب «المكرر» في السكويلة واستثناء طوما من ذلك، وعن عدم استفادة بعض السكان «الأصليين» للدور الصفيحية بسيدي مومن، في مقابل «انتفاع» وافدين جدد من الضواحي... !؟ أسئلة كثيرة وعديدة، بقيت مجرد «عبارات في كلام عابر»، أصبح معها أمر واحد شبه أكيد وهو صعوبة عدم بقاء «براكة» في المنطقة في 2012، أما الأمر المؤكد فهو أن عددا من المواطنين/المستفيدين من أبناء المنطقة قد انتقلوا للسكن من صفيح قصديري إلى آخر إسمنتي!