كما كان متوقعا ومنتظرا، تم «انتخاب» علي الفاسي الفهري رئيسا جديدا لجامعة كرة القدم الوطنية، وتم في نفس الوقت، منحه صلاحية تشكيل المكتب المسير الذي سيرافقه في مهمته الجديدة. وكما هي عادة جموع الجامعة، فقد خرج جمع يوم الخميس مرة أخرى عن قاعدة الالتزام بالقوانين المنظمة، وخالف النصوص التنظيمية، حيث بهدلت الديمقراطية، وغاب النقاش الحقيقي باستثناء تدخلات قليلة حركها العلوي من عصبة الجنوب مثلا، ولحسن رديف من عصبة سوس، وعبد الله أبو القاسم رئيس حسنية أكادير، وحسن مرزاق من عصبة الشرق، وبدا الجمع العام وكأنه تجمع لامكان فيه لأية ضوابط، وتحول إلى فصل جديد من مسرحية عمرت طويلا، أتقن أدوارها ممثلون.. يمثلون للأسف أسس المشهد الكروي الوطني! انطلق الجمع العام، في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم أول أمس الخميس، بعكس ما كان قد أعلن عنه من قبل، حين حدد موعده على الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم. وحضر أشغال الجمع، في المنصة، رئيس الجامعة حسني بنسليمان، ونائبه امحمد أوزال، والكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة، وممثلون عن اللجنة الوطنية الأولمبية كمال لحلو وامحمد مجيد، والكاتب العام للجامعة العربي بنشيخ، وأمين مالها العربي العوفير. وتابع هاته الأشغال، 75 من ممثلي الأجهزة الكروية بالمجموعتين النخبة والهواة، والعصب الجهوية، وبعض رؤساء الأندية والضيوف، كما تابعها عدد كبير من رجال الصحافة الوطنية. وفي الصفوف الأولى، أخذ علي الفاسي الفهري مقعدا له بالقرب من المنصة، في مواجهة مباشرة مع مقعد الرئيس حسني بنسليمان. انطلق الجمع بكلمة لامحمد أوزال، الذي تكلف بمهمة إدارة الأشغال، وبعد كلمة ترحيبية، تناول الكلمة الجنيرال بنسليمان، الذي خاطب الحضور بلغة فرنسية، عبر فيها عن شكره لمساعديه في تلك المهمة التي سيظل، كما يقول، يعتز بكونه أشرف عليها، مؤكدا أن عدة إنجازات تم تحقيقها لفائدة كرة القدم الوطنية، بفضل الحس الوطني الذي اشتغل به المسيرون، وبفضل الدعم الكبير من طرف جلالة الملك والحكومة. وأشار الجنيرال إلى أن عملا كبيرا لايزال ينتظر كرة القدم الوطنية، عبر إتمام إنجاز الأوراش المفتوحة، وتمنى أن يتم دعم الرئيس الجديد ومساعدته على بلورة كل البرامج والمشاريع وفقا لكل الانتظارات. بعد ذلك، تمت تلاوة التقرير الأدبي من طرف العربي بنشيخ، تناول فيه الحصيلة الكروية من سنة 2006، وركز فيه على خمسة محاور: تأهيل كرة القدم الوطنية. أنشطة المنتخبات الوطنية. أنشطة المجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة. أنشطة المجموعة الوطنية لكرة القدم هواة. أنشطة اللجان المركزية. ففيما يخص تأهيل كرة القدم الوطنية، أشار التقرير إلى الإجراءات المتخذة والتي صدر عنها توقيع أربع اتفاقيات شراكة، الأولى مع وزارة التجهيز والنقل، والثانية مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والثالثة مع المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، والرابعة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. كما تطرق التقرير الأدبي إلى الانجازات، ولخصها في: إعادة هيكلة وتنظيم الجامعة. عصرنة وتحديث تنظيم وتدبير أندية الصفوة. تكوين الأطر والمتدخلين. إنجاز وتأهيل البنيات التحتية من التجهيزات الرياضية. تنمية الموارد المالية للجامعة. تحيين القوانين والأنظمة الخاصة بكرة القدم. وتناول التقرير كل المحاور السالفة بالتفصيل، ليختم بتوجيه شكر المكتب الجامعي إلى كل من ساهم في دعم عمل الجامعة. ولم يخرج التقرير المالي عن نفس التوجه، وركزت كل عناوينه على نفس المحاور التي تطرق إليها التقرير الأدبي، مضيفا الأرقام المالية التي صعب على الحضور ضبطها بشكل مركز، والتي أفاد التقرير أن تضخمها وارتفاعها من إيجابيات تسيير الجنرال وأعضاء مكتبه الجامعي، ودعم كافة المتدخلين وفي مقدمتهم الدولة، وكل القطاعات الاقتصادية الكبرى المتعاقد معها، ولم يفته استحضار البث التلفزي للمنتوج الكروي الوطني كداعم أساسي ضخ موارد مهمة في صناديق الجامعة. بعد ذلك، فتح امحمد أوزال الباب للتدخلات، حيث تقدم سبعة من الحضور لإلقاء مداخلاتهم، التي بدأها العلوي من عصبة الجنوب، حيث ركز في كلمته على ملاحظات أساسية أشار إلى أنها نفس الملاحظات التي طرحها في الجمع العام السابق لسنة 2006، وتتعلق بشكليات عقد الجمع، وخروجه عن منطق الضوابط القانونية. ليعود امحمد أوزال مسير الجمع، ويعتذر عن وقف التدخلات لإفساح المجال للمحاسب المالي ليتلي تقريره! وبعد أن أشر تقرير المحاسب المالي على التقرير المالي للجامعة، استأنفت التدخلات، بكلمة للحسن رديف عن عصبة سوس، أخضع فيها كرة القدم الوطنية لتشريح موضوعي نال استحسان الحاضرين، مبرزا في نفس الوقت مكامن الخلل الذي تعاني منها كرة القدم الوطنية، وذكر بصعوبة الممارسة على صعيد العصب والهواة. وسارت كلمة حسن مرزاق عن عصبة الشرق، على نفس المنوال، وجاءت مقتضبة وركزت أساسا على تغييب شكليات وضوابط قانونية الجمع العام! فيما طرح عبد الله أبو القاسم رئيس حسنية أكادير، موضوع مراكز التكوين، مؤاخذا على الجهات المسؤولة تجاهلها موضوع تكوين مربين وأطر لقيادة تلك المراكز. واختلفت التدخلات الأخرى في رؤيتها وفي قراءاتها، لكنها أجمعت على توجيه الشكر والامتنان للجنيرال على كل ما قدمه للكرة الوطنية! «نمر للمصادقة على التقريرين.. إجماع..bien المصادقة بالإجماع» هكذا تحدث امحمد أوزال.. دون أن يمنح الحضور فرصة التصويت بالرفض أو الايجاب! ليضيف: « أطلب من علي الفاسي الفهري التقدم للمنصة.. إنه الرئيس الجديد» صفق الحاضرون معلنين مباركتهم.. ليأخذ الرئيس الجديد الكلمة.. وباللغة الفرنسية ( كلمة الوداع للجنيرال كانت بالفرنسية.. وكلمة تقلد المهمة للفهري بالفرنسية أيضا»! الرئيس الجديد طرح في أهم ما تضمنته كلمته، أهم عناوين المرحلة القادمة، واضعا ملامح من برنامج ينوي تطبيقه، يضمن كركن أساسي تطبيق نظام الاحتراف في كرة القدم الوطنية. وطالب الجمع بمنحه صلاحية تكوين المكتب الجامعي متعهدا باحترام القوانين العامة المنظمة!