«اسمحوا لي بداية أن أعبر لكم باسم الكتابة الجهوية للحزب بالدار البيضاء عن بالغ سعادتها بهذا اللقاء الهام، والذي تستضيف فيه الشبيبة الاتحادية وعبرها كل مناضلات ومناضلي حزبنا بالجهة، الأخ عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للحزب. وهنا لابد من التأكيد على القيمة الخاصة لهذه الاستضافة، والتي تنخرط في سياقات متعددة، سياسية، تنظيمية وتعبوية. وترتبط جدلا بالأوراش السياسية والتنظيمية التي اقتناها المؤتمر الثامن لحزبنا، والرهانات الكبرى التي سطرها جميعاً، مؤسسا بذلك أفقا جديداً لحزب متجدد. الأخوات والإخوة، أيها الحضور الكريم لن نختلف اليوم في تقييم أهمية الرهان الذي نحن بصدد التهييء لكسبه ـ وإن تعددت مستوياته ـ فانخراط حزبنا وتنظيماته في دينامية التغيير والتحضير لشروط نجاحه وتفعيلها أمر لا يحتمل أي تراجع أو تأجيل. كلنا ندرك جيداً الدور المحوري للشبيبة الاتحادية وكذا مساهمتها في تأهيل الذات وتطويرها وتجديد نخبها وتوحيد توجهها، وهذا ركن أساسي في معادلة الغد. فالتنظيم القوي المتجدد والمنفتح هو أحد مفاتيح بوابات المستقبل. إن قرارنا بأن نكون جميعاً في مستوى ما ينتظرنا، يجعلنا الآن أكثر وعياً بأن وحدة صفنا ووحدة هدفنا ضمانتان أساسيتان لربح كل الرهانات. فلم يعد الرهان اليوم يقتصر فقط على تحقيق أفضل النتائج، بل يتعداه بقوة الأشياء الى دفع المواطنين الى الالتفاف حول المشروع البديل الذي يقدمه الاتحاد الذي يلخص رؤيته الجديدة للمدينة، وكذا الثقة في نخبه المتجددة المؤهلة لقيادته. إن لقاءنا اليوم، يحمل كذلك معنى رمزياً أساسياً مرتبطاً بالزمان، فالدار البيضاء تستعد للتخلص من عهد من اللاأفق في التسيير واللامنطق في التدبير والهشاشة في بنيات التقرير. وعليه، يجب علينا وإلى جانب كل الشرفاء والغيورين وحلفائنا الطبيعيين أن نجعل من معركة الاستحقاقات القادمة، معركة استثنائية بكل المقاييس، وأن نحول جزءاً كبيراً من مجهودنا إلى محاكمة كل العابثين وتحالفاتهم الهجينة، وفرصة حقيقية لتقديم البديل وفتح أفق التغيير. مجدداً أرحب بالأخ الكاتب الأول بيننا اليوم، وأتمنى كل النجاح للقائنا».