اسمحوا لي في بداية هذا اللقاء بان ارحب باسمكم جميعا بكاتبنا الاول الاخ المناضل عبد الواحد الراضي وبالاخوين ادريس لشكر ومحمد محب عضو المكتب السياسي، ونعتبر هذا الحضور الوازن لقيادة الحزب في هذا المجلس دليلا علي العناية التي توليها قيادتنا لهذه المنطقة وسكانها، ومؤشرا قويا على انخراط فعلي في ورش اعادة بناء الحزب، وتجسيدا ملموما لو عينا الجماعي بالحاجة الى سياسة القرب التي تشد الحزب الى قاعدته الجماهيرية الواسعة في الحواضر والبوادي، ونستغل هذه الفرصة لنهنئ انفسنا ونهنئ اخانا الكاتب الاول على الثقة التي حظي بها للعودة الى رئاسة مجلس النواب، اننا نقدر اهمية هذه الاشارة التي تؤكد مرة اخرى حاجة البلد للاتحاد وأطر اتحاد ومبادرات الاتحاد. واسمحوا لي ثانيا ان أوجه بعبارات التقدير للمناضلات والمناضلين الاتحاديين بهذاا لاقليم الفتي علىِ المجهودات التي بذلوها لتهييء الشروط المادية والأدبية لعقد هذا المجلس الاقليمي التنظيمي الذي سيشكل لبنة اساسية لانطلاقة جديدة لحزبنا على الرقعة الترابية للاقليم والتي كانت موزعة تنظيمينا بين اقليمي شفشاون وسيدي قاسم، كما سيشكل قيمة مضافة في الفضاء السياسي للاقليم بالنظر الى ما يزخرب ه حزبنا في هذه المنطقة من كفاءات وطاقات خلاقة قادرة على المساهمة في انتاج البرامج وتقديم المبادرات التي من شأنها ان تساهم في بلورة مخططات التنمية التي تيسر اندماج هذا الاقليم في محيطه الجهوي وفور لساكنته سبل التنمية المستدامة. اننا نسجل ا همية المبادرة الى تأسيس هذا الاقليم، ونسجل ايضا حكمة اختيار الحاقه بجهة طنجة تطوان استجابة لإحساس ووعي جماعيين بحتمية هذا الانتماء، ذلك ان وزان تجد بالفعل امتدادها الطبيعي في هذه الجهة بحكم التراث الثقافي والحضاري المشترك بين حاضرة وزان والحواضر المجاورة لها شمالا، وبحكم التكامل المجالي والوظيفي بين هذا الاقليم واقاليم الجهة. ان انتماء اقليموزان لجهة طنجة تطوان سيجعل هذه الجهة تتبوأ مكان الصدارة بين مختلف جهات المملكة، فقد توفرت لهذه الجهة منذ حكومة التناوب التوافقي وبعد اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش عناية خاصة مكنتها من تجاوز ما لحقها من اهمال وتهميش خلال العقود الماضية وتحقيق طفرة تنموية على درجة كبيرة من الاهمية، تتجسد في المشاريع الكبرى التي شيدت خلال هذه المرحلة من قبيل ميناء طنجة المتوسط والطريق الساحلي المتوسطي طنجة السعيدية والطرق السيارة والسدود والطاقات المتجددة والمناطق الصناعية والحرة وغيرها من اوراش التنمية التي تعرفها الجهة، واذا كانت استراتيجية التنمية بهذه الجهة تقوم على القطب الصناعي والتجاري لمدينتي طنجة وتطوان، فان اقاليم العرائش وشفشاون والمضيق والفنيدق والفحص انجرة تشكل بمواردها الطبيعية وتنوع مجالاتها البحرية والغابوية وبمؤهلاتها الثقافية والحضارية وبمواردها البشرية مصدر تكامل في وظائف التنمية في مجالات الفلاحة والسياحية والصناعة التقليدية وغيرها. ان اقليموزان يشكل قيمة مضافة علي درجة كبيرة من الاهمية في تحقيق التنمية المندمجة والمستدامة لهذه الجهة، فهو يملك مؤهلات متنوعة في ميدان الانتاج الفلاحي والموارد الغابوية، ولمنتوجاته التقليدية اشعاعا و طنيا ودوليا، ولرباطات العلم والتصوف التي يزخر بها صدى واسعا على المستوي الجهوي والوطني والعالمي، ويختزن تقاليد رائدة في التسامح والتعايش، وبالاضافة الى موارد ومؤهلات اخإى، يبقى أ اكبر وأهم ما سيضيفه هذا الاقليم الى الجهة هو هذا المخزون الهام من الثروة المائية لسد الوحدة بالمجاعرة، الذي تتعدى طاقته الاستيعابية 4 ملايير متر مكعب من المياه ويشكل ثلث المخزون المائي الوطني. ان المكانة التي ستحتلها هذه المادة الحيوية في المدى المنظور على المستوى الكوني حيث ستواجه البشرية خصاصا متزايدا من هذهب المادة الحيوية، سيجعل هذه الجهة والحالة هذه اغنى جهة في المغرب بل وفي العالم بحكم هذا المخزون الاستراتيجي الذي لا يضاهي. ان جهتنا محظوظة بهذا الغنى وهذا التنوع في مواردها ومؤهلاتها التنموية، ومحظوظة ايضا بكونها أحد أكثر الجهات انسجاما وتكاملا واندماجا. ومن دون شك فإن ما ستعرفه الجهوية من تطور في الوظائف وفي الوسائل وفي الاختصاصات يجعلنا نراهن على أن تكون هذه الجهة في طليعة جهات المملكة تنمية ورفاها. ومنفذا طبيعيا ومنافسا للمغرب على فضائه المتوسطي. اسمحوا لي في ختام هذه الكلمة أن اكبر في ساكنه مدينة وزانواقليمها هذا الاحتضان الوجداني للاتحاد في هذا اللقاء المتجدد، وهو احتضاصن يجعلنا نسترجع بعضا من ذاكرة الاتحاد في هذه الربوع المجاهدة، حيث لعب الرواد الاوائل دورا بارزا في حياة الاتحاد، و تحملوا نصيبا من محن سنوات الجمر، وقدموا ارواحهم وراحتهم ووجدانهم خدمة لساكنة وزان، واعتذر للكثيرين منهم ان سمحت لنفسي بان اخص اليوم احد ابناء الاتحاد البررة في هذه المدينةوالاقليم بتحية خاصة وخالصة، انه الاخ المرحوم عبد السلام الوادي، الذي افتقدناه في عز عطائه، وفي وقت كان حزبه في امس الحاجة الى صبره ووفائه، ونبل اخلاقه، فاللهم تقبله الى جوارك في اعلى عليين مع النبيئين والصديقين واشلهداء والصالحين، وارحم الله اخواننا الذين فقدناهم في المدة الأخيرة بهذه الجهة: الاخ المرحوم عبد النبي اكدي باقليم شفشاون الاخ المرحوم الحاج احمد البغدادي باقليمالعرائش، ولا ننسى الفقيد الكبير الاخ محمد بوكرين، لهؤلاء ولجميع شهدائنا وقادتنا نجدد العهد على الوفاء وعلى السير في نفس الدرب لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.