أكد عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن رأسمال وقوة الاتحاد هو استقلالية قراره. وشدد الراضي، الذي كان يتحدث أول أمس الإربعاء، أمام مناضلي ومناضلات جهة الدارالبيضاء الكبرى بالكتابة الجهوية، على أن لا أحد يملي علينا تحالفتنا السياسية. وأضاف الراضي بأن الكتلة الديمقراطية ساعدت في تقدم المغرب، ومازالت قادرة على العطاء. ولم يفت الكاتب الأول للاتحاد أن يؤكد أن خارطة تحالفات الاتحاد أقرها المؤتمر الأخير، وتتمركز حول فتح نقاش مع أحزاب العائلة الاتحادية، وهو حوار جار بجدية، وكذلك الانفتاح على اليسار، موضحا أن الباب مفتوح معه، و«نفضل العمل القاعدي حول القضايا الاجتماعية، ويشمل هذا العمل المستوى النقابي والجمعوي وغيرهما من المجالات»، موضحا أن المسألة ليست مسألة حوار قيادات بل حوار قواعد. وبخصوص الجهوية فقد اعتبرها الراضي مدخلا للإصلاح السياسي والدستوري، مشيرا إلى أن خبراء الحزب سيقدمون المشروع الأولي الاثنين القادم للجنة المكلفة، في انتظار ما ستسفر عنه أشغالها. وأشار المسؤول الاتحادي الى أن الحزب يتشبث بمطالب الإصلاح السياسي والدستوري التي أقرها المؤتمر، «وقد تقدمنا بمذكرة في هذا الشأن إلى جلالة الملك حول القضايا المستعجلة.» وأوضح الراضي «أننا في حاجة إلى إصلاح أساسي، ويتعلق الأمر بإصلاح نظام الإنتخابات، لإن النظام الحالي لم يستطع وقف استعمال المال، وكذلك ظاهرة الترحال» التي اعتبرها الراضي مفسدة للحياة السياسية، وهو ما يتطلب مراجعة قانون الأحزاب ومنع الترحال والحد من دور ما يسمى الناخبين الكبار. وبخصوص إصلاح القضاء، شدد الراضي على أنه أنجز شطرا أساسيا ومجموعة أساسية ومهيكلة للقضاء توجد قيد التنفيذ على المستوى المادي والبشري والتشريعي. وأكد على أن إعادة 17 مشروعا إلى الوزير الحالي مسألة تقنية، ولا عيب فيها، لأنها تتم حسب القوانين الجاري بها العمل. وعن مغادرته مسؤولية وزارة العدل، أوضح الكاتب الأول أن الأمر كان مطلبا حزبيا بعد المؤتمر من أجل التفرغ لشؤون الحزب. وعلى مستوى آخر قال الراضي بأن الحكومة الحالية ترعى أوراشا مهمة، منها ورش الطاقة الذي وصفه بأنه مشروع ضخم، ومشروع إصلاح القضاء والمجلس الاقتصادي والاجتماعي... وهذه الأوراش يشارك فيها الاتحاد منذ 1998، و«يجب على حزبنا أن متابعها ومواكبتها وإصلاح الاصلاح».. وختم الراضي بالحديث عن الوضع الحزبي والمنتظر من الندوة التنظيمية الوطنية، مشيرا إلى أننا بصدد التهييء لبناء حزب جماهيري عصري بمفهوم جديد ونظرة مستقبلية. وتميزت بداية اللقاء بطرح عشرات الأسئلة التي تؤرق بال المناضلين بالجهة والتخوفات التي تنتابهم حول مصير العمل السياسي بالمغرب وعن دور الحزب والإكراهات التي تواجهه في عدد من المناطق، كما قدم اللقاء الكاتب الجهوي.