تستضيف الجزائر في الفترة الممتدة ما بين 5 و20 يوليوز المقبل النسخة الثانية من المهرجان الثقافي الإفريقي، وهو المهرجان الذي أعلنت جبهة البوليساريو عن انخراطها في المشاركة الوازنة فيه للترويج، كالعادة، لأطروحتها الانفصالية، بدعم واضح من سلطات وهران. وسيشارك في فعاليات هذا المهرجان، الذي سبق وأن احتضنت الجزائر طبعته الأولى منذ 40 سنة، أي سنة 1969، أزيد من ثمانية آلاف شخص يمثلون القارة السمراء. وذكرت مصادر مقربة من المهرجان أن جبهة «البوليساريو» ستحاول استمالة المشاركين، فضلا عن 44 دولة من البلدان الأعضاء في الاتحاد الافريقي الثلاثة والخمسين. وأوضحت ذات المصادر أن المنظمين في الجزائر يتحسرون عن عدم دعوة المغرب رسميا، خاصة أنه يعرف في السنوات الأخيرة طفرة إبداعية وفنية على مستوى المنطقة الإفريقية والمغاربية والمتوسطية. كما أكدت ذات المصادر أن المنظمين سيحاولون جاهدين أن يكون المغرب ممثلا في المهرجان ليس كدولة مدعوة رسميا، بل من خلال دعوة عدد من الفنانين المغاربة بشكل شخصي. وأهابت ذات المصادر من جميع الفنانين المغاربة أن يتخذوا الحيطة والحذر من كل دعوة قد توجه لهم للمشاركة في هذا المهرجان بشكل شخصي، وذلك برفضها، تجنبا للسقوط في فخ مساندة الموقف الانفصالي الذي سبق للمغرب أن أعلن رفضه له بانسحابه من الاتحاد الافريقي. وللإشارة فإن قرار انعقاد المهرجان بالجزائر تم اتخاذه خلال لقاء قمة رؤساء الدول والحكومات في أديس أبابا سنة 2009، حيث تم تكليف الجزائر بتنظيم المهرجان تحت شعار «النهضة الإفريقية». وقد أنشات الجزائر- بهذه المناسبة- صندوقا خاصا مولته بحوالي مليون يورو لبناء حي لنحو 2500 فنان في زرالدة غرب العاصمة الجزائر. وستقام الفعاليات في القاعات، وفي الهواء الطلق، بالجزائر العاصمة وبومرداس والبليدة وتيبازة وغيرها من مدن شرق الجزائر وغربها.