يعيش اتحاد كتاب المغرب لحظة صعبة، تتطلب كثيرا من الارتفاع لتجاوزها والخروج بسلام من النيران غير الصديقة التي يتراشق بها بعض الأعضاء. والسؤال الذي ينبغي أن يطرحه الجميع بكثير من المسؤولية هو: لمصلحة من ستظل عجلة الاتحاد عالقة بالجليد؟ ولمصلحة من سيظل الحبل مشدودا إلى ما لا نهاية؟ ولمصلحة من سيظل كل طرف يكفر الآخر ويطالب بجَلده؟ ليس سرا أن اتحاد كتاب المغرب ليس ملكا لأحد، وليس سجلا تجاريا يستغله هذا الطرف ضد ذاك، وليست ضروعا مملوءة بالحليب يستفرد بها هؤلاء دون أولئك. الاتحاد بيت كل الكتاب المغاربة، وليس في مصلحة أي أحد إعدامه أو الدعوة إلى إعدامه. الاتحاد تاريخ طويل من المجابهة والمقاومة والمطارحة والاختلاف، لكنه لم يكن أبدا حلبة نزال، ولم يثبت أبدا أن أعضاءه حملوا في وجه بعضهم البعض البنادق أو السكاكين؛ وحتى إن تأجج الخلاف، فإن سفراء النوايا الحسنة كانوا يتدخلون لرتق الخلاف ب «خيط أبيض ناصع»، وكان المختلفون يرتفعون ويتصافحون لأنهم يدركون أن الاتحاد أمانة في أعناقهم، وأن المهم هو تدبير الحقل الثقافي والإبداعي بما يليق بمهمة الكاتب، وبما يليق بمؤسسة ريادية كل (أو أغلب) الذين «يجرحون» فيها الآن ويعلنون نهايتها ،إنما يفعلون ذلك من حسرتهم عليها، وعلى المآل الذي صارت إليه.