تولى الجنرال حسني بنسليمان زمام جامعة كرة القدم بعيد الإخفاق في مونديال 1994 بالولاياتالمتحدة، والذي حصد فيه المنتخب الوطني ثلاث هزائم متوالية، أقساها أمام المنتخب السعودي، وهي الهزيمة التي أفاضت الكأس، فتم تعيينه على رأس لجنة مؤقتة لتسيير كرة القدم، تطبيقا للفصل 22 من قانون التربية البدنية والرياضة، قبل أن يتم انتخابه رئيسا للجامعة في جمع عام سنة 1999، ثم يعاد انتخابه لولاية ثانية إلى الآن. وتبقى فترة تولي الجنرال دوكوردارمي لمهمة رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مليئة بالإحباطات خاصة على مستوى النتائج، حيث كان الفشل ملازما لكرة القدم الوطنية في كل كؤوس إفريقيا التي شارك فيها المنتخب الوطني في عهده، باستثناء دورة تونس 2004، التي وصلت فيها العناصر الوطنية للدور النهائي، بالاضافة إلى عدم قدرة المنتخب الوطني على التأهل إلى نهائيات كأس العالم في دورتي 2002 و2006، علما بأن الهزيمة الأخيرة التي حصدها الفريق الوطني ضد الغابون تضع التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 بين قوسين. هذه الإحباطات وضعت رأس الجنرال، الذي غيب الإعلام من أجندته وأصر على عدم فتح قلبه للرأي العام الرياضي، على قائمة المطلوبين للمحاسبة والمساءلة، حيث قامت عدة لجن برلمانية للتقصي بزيارة مقر الجامعة، كما تم استدعاؤه للإجابة عن أسئلة البرلمانيين، لكنه أبى الحضور. وبات الرحيل مطلبا ملحا، تصر عليه العديد من الأصوات المعارضة، وتطالب باستبداله بشخص مدني، يمكن مساءلته ومحاسبته عند كل خطأ. لقد كان الجنرال حسني بنسليمان خارج منطق الحساب، ليس لأنه فوق القانون، ولكن لأن البعض من مسيرينا - سامحهم الله- كان يفضل نيل رضاه، فقد يمكن أن يحتاجه في قضاء بعض مآربه الخاصة. ورغم الإنجازات التي يمكن أن نعترف للرجل بالفضل فيها، وعلى رأسها مشروع تأهيل كرة القدم وإصلاح إدارة الجامعة، إلا أنها لا توازي حجم الخيبة الذي عاشته كرة القدم الوطنية في عهده، حيث تم «اغتيال المواهب الوطنية»، بسبب النزوع نحو كل ما هو مستورد وآت من الخارج، رغم أن المنطق يقضي بأن تكون الأولوية لابن البلد. فحتى تعيين المدرب الحالي للمنتخب الوطني تم بطريقة فيها الكثير من التواطؤ، رغم أن ودادية المدربين كثيرا ما شنفت أسماعنا بأن المدرب لن يكون إلا مغربيا، واستعرضت علينا أسماء، سرعان ما تبخرت أمام اسم الفرنسي روجي لومير. لا أحد يستطيع أن ينسى أن حقبة الجنرال بنسليمان، لأنها تعكس بجلاء مدى استفحال اللاديموقراطية في الأجهزة المشرفة على كرة القدم الوطنية، سواء تعلق الأمر بأعلى الهرم أو في قاعدته، حيث خلد رؤساء ومكاتب، وصنعت جموع عامة على المقاس وبإخراج متقن، بعيدا عن الحد الأدنى من شروط الديقراطية وسلطة القواعد في اتخاذ القرارات، مما عطل سير الهياكل والأجهزة، التي كان ينبغي أن تسير بوتيرة أسرع. من هو حسني بنسليمان؟ ازداد الجنرال دوكوردارمي حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي سنة 1935 بالجديدة، وهو الرجل العسكري الأعلى رتبة في المغرب حاليا. وسبق له أن دافع عن ألوان فريق الجيش الملكي خلال حقبة الستينات، كحارس مرمى، قبل أن يتقلد مهمة المسؤولية على رأس هذا الفريق منذ سنوات، وهي المسؤولية التي فتحت أمامه أبواب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عبر لجنة مؤقتة في سنة 1994، بعد الخروج المخيب للامال للمنتخب الوطني من مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل أن يتم انتخابه على رأس الجهاز الجامعي لولايتين متتاليتين، كما يترأس حاليا مهمة رئيس اللجنة الأولمبية المغربية.