عندما عاد المنتخب الوطني من الولاياتالمتحدةالأمريكية خاوي الوفاض في أعقاب مشاركته في نهائيات كأس العالم 1994، التي ظهر فيها بوجه باهت، وخسر جميع مبارياته سواء أمام بلجيكا أو السعودية أو هولندا، أثارت المشاركة المغربية موجة من الغضب وصل صداها إلى البرلمان، لذلك بادر وزير الشبيبة والرياضة أنذاك أحمد العلوي المدغري إلى تطبيق الفصل 22 من قانون التربية البدنية وقام بحل الجامعة، وتعيين لجنة مؤقتة يقودها الجنرال حسني بنسليمان. كان الهدف من مجيء بنسليمان إلى الجامعة هو تسليم دفة التسيير إلى شخصية لها القدرة على فتح الأبواب المغلقة، والدفع بالكرة المغربية قدما، بل إن متتبعين لم يترددوا في التأكيد على أن بنسليمان جاء إلى الجامعة برغبة شخصية من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يتابع نتائج الفرق والمنتخبات الوطنية، بل وكان يتصل باللاعبين والمدربين ليحفزهم على البذل والعطاء. أطلق بنسليمان صيحة الحياة في 15 دجنبر من سنة 1935 بمدينة الجديدة، واستطاع منذ البداية أن يلفت انتباه أساتذته بثانوية ليوطي، بقدراته البدنية، فبقامته الطويلة وحبه لممارسة الرياضة كان بنسليمان على قائمة المتفوقين، لذلك لم يكن غريبا أن يحرز سنة 1951 لقب بطولة فرنسا للشباب، في رياضة القفز العلوي في عهد الحماية، إذ سجل مترا و92 سنتمترا، قبل أن يصل فيما بعد إلى رقم مترين و8 سنتمرات، وهو الرقم الذي حاز بواسطته اللقب الإفريقي. لم يقتصر التألق الرياضي لبنسليمان على القفز العلوي، بل إنه برز في القفز الطولي والثلاثي ورمي الرمح، والمسافات القصيرة ثم في الكرة الطائرة، قبل أن يكشف عن مواهبه في كرة القدم كحارس للمرمى ضمن الجيش الملكي، إذ كان واحدا من اللاعبين الذين ساهموا في صعود الفريق إلى القسم الأول سنة 1959. كان لارتباط بنسليمان بالرياضة وبكرة القدم على وجه الخصوص ضمن فريق الجيش الملكي الذي يترأسه أثره الإيجابي على الراحل الحسن الثاني، فقرر تعيينه في رئاسة الجامعة. استلم بنسليمان مهمة تسيير الجامعة كرئيس للجنة المؤقتة، وبدل أن تدوم مدة المؤقت ستة أشهر أو سنة على أقصى تقدير مثلما ينص على ذلك قانون التربية البدنية، فإنه سيظل رئيسا للجنة المؤقتة لخمس سنوات، قبل أن يلبس غطاء الشرعية في ثالث دجنبر من سنة 1999، بعد عقده لجمع عام استثنائي، ووقتها كان بنسليمان مرشحا وحيدا، ولم يجرؤ أي أحد على مزاحمته، في وقت عوض فيه التصفيق الصناديق الزجاجية. في كل جمع عام يعطي المحيطون ببنسليمان الانطباع بأنه أشبه بالمنقذ والرسول الذي سيخلص الكرة المغربية من مشاكلها! لذلك لا يتردد الحاضرون للجمع العام في التطبيل له، وفي منحه صلاحية تشكيل المكتب الجامعي دون انتخاب، وهو الأمر الذي تكرر في الجمع العام لخامس ماي 2004. غير أن القاسم المشترك بين الجموع العامة لجامعة بنسليمان هو أنها كانت تعقد مخافة أن تشكل نقطة ضعف في ملف ترشيح المغرب لاحتضان مونديال 2006 و2010، أما ما يفرضه القانون الأساسي للجامعة فلم يكن هو المحرك لذلك. في الاجتماعات التي كان يعقدها بنسليمان مع أعضاء المكتب الجامعي، كانت كلمة «مون جنرال» هي الطاغية، في الوقت الذي لا يحرك فيه بقية الأعضاء ساكنا، ويكتفون بالتصفيق ومباركة قراراته، رغم أنه لا يتتبع بشكل دقيق مشاكل الكرة المغربية لانشغالاته الكثيرة. لكن لبنسليمان عيونه التي لا تنام، فالجنرال مصمم والكولونيل لكحل هما ذراعاه في جامعة الكرة، ولايمكن لأي قرار أن يمر دون موافقتهما، لذلك لم يكن غريبا أن يحضر الجنرال مصمم والجنرال قنابي، الرئيس المنتدب للجيش الملكي، اجتماعات المكتب الجامعي، رغم أنه ليست لهما أية صفة قانونية تخول لهما الحضور، أما أداة التنفيذ فهي امحمد أوزال نائبه في الجامعة.