حدد بلاغ صادر عن جامعة كرة القدم تاريخ 16 أبريل الجاري كموعد لعقد الجمع العام الاستثنائي لجامعة كرة القدم، وإنهاء فترة ولاية الجنرال حسني بنسليمان التي دامت 15 سنة، حيث عين سنة 1994 على رأس لجنة مؤقتة خلفا للكولونيل ماجور الحسين الزموري. وجاء القرار عقب الخسارة المذلة التي مني بها المنتخب المغربي مساء السبت الماضي أمام المنتخب الغابوني بهدفين لواحد في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا، مجسدا إرادة الدوائر العليا لإعادة ترتيب البيت الجامعي، وإطفاء فورة الغضب التي تخيم على الشارع المغربي. وأكدت مصادر مطلعة أن تقارير رفعت إلى الجهات العليا رسمت صورة سوداوية عن الوضع، ومخاوف من إقصاء مبكر من شأنه أن يرفع درجة الغضب والاحتجاج. وعلى الرغم من ظرفية البلاغ، الذي صدر قبل ساعتين من خوض المنتخب الوطني المغربي مباراته الودية أمام أنغولا، وتزامنه أيضا مع اليوم العالمي للكذب، فإن الرأي العام تقبل الخبر بنوع من الارتياح الممزوج بالتردد. واحترم بلاغ الجامعة المهلة القانونية لإشعار الرأي العام والأعضاء بالجمع العام، أي قبل أسبوعين من انعقاده، لكنه لم يحدد أجل تقديم الترشيحات لخلافة بنسليمان، الذي عبر عن رغبته في الرحيل بشكل نهائي عن الكرة، بل إن مسطرة الجموع العامة لم تحترم مادامت قوانين الجامعة تفرض عقد العصب والمجموعة الوطنية للهواة ثم المجموعة الوطنية لكرة القدم للصفوة لجموعها العامة قبل الجامعة وليس بعدها، لكن مصدرا مطلعا من جامعة الكرة برر الموقف بالقول «لكل وضع استثنائي حل استثنائي». ويتداول الأعضاء الجامعيون مجموعة من الأسماء، أبرزها علي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، ومدير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ورئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الفتح الرباطي لكرة القدم، والعضو السابق بالمكتب المسير للوداد البيضاوي في عهد كل من نصر الدين الدوبلالي والطيب الفشتالي، لكن العديد من المخاوف تنتصب حول مدى موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على تعيين رئيس لاتحاد محلي لم يقض سنتين في التسيير، وللصفة المؤقتة التي تصر «الفيفا» على رفضها. وذهبت مصادرنا إلى أن علي الفاسي الفهري، الذي يعتبر الدراع الرياضي لمحمد منير الماجدي، سيقوم بعملية تغيير واسعة على مستوى الجامعة، ولا يستبعد أن يعين امحمد الزغاري، المدير الحالي لشركة التسويق الرياضي التي يرأسها الماجدي، ومدير أكاديمية محمد السادس، والمكلف بملف الفتح الرباطي داخل صندوق الإيداع والتدبير، مديرا عاما لجامعة كرة القدم خلفا لحسن داكين، الذي تقاعد منذ سنوات ويواصل مهامه في إدارة جامعة الكرة. وتتحدث المصادر ذاتها عن اجتماع غدا مع المدرب روجي لومير قد يتحدد على ضوئه مستقبل الإطار الفرنسي، مع إمكانية عودة بادو الزاكي إلى الإدارة التقنية للمنتخب رفقة محمد سهيل. اجتمع الرئيس حسني بنسليمان مع نائبه الأول امحمد أوزال والكاتب العام العربي بن الشيخ لبضع ساعات، ليتقرر تحديد موعد الجمع العام العادي الذي طال انتظاره وهو الآلية القانونية المطلوبة قبل أي استحقاق تنظيمي أو انتخابي. وعجلت الهزيمة القاسية التي تعرض لها المنتخب الوطني الأول بملعبه وأمام جماهيره، بتحديد موعد انعقاد الجمع العام لجامعة الكرة في منتصف هذا الشهر، بمركز الندوات التابع لوزارة التجهيز. وقال امحمد أوزال، نائب رئيس الجامعة ورئيس المجموعة الوطنية لكرة قدم النخبة، في تصريح ل«المساء»، «فعلا تقرر أن تعقد الجامعة جمعها العام العادي يوم 16 أبريل ومن المقرر أن يعرف تغييرات مهمة في تركيبة المكتب التنفيذي، ولو أن أعضاء حاليين بالمكتب بإمكانهم أن يعيدوا ترشيح أنفسهم، باعتبار أن المكتب يضم أعضاء يمثلون مجموعة النخبة والهواة والعصب». وأكد بيان مقتضب صادر مساء أول أمس انعقاد الجمع العام لجامعة الكرة يوم 16 من هذا الشهر، مضيفا أن رئيس الجامعة الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان لن يترشح لولاية جديدة، في إشارة إلى أن هناك تهييئا لقدوم تشكيل جديد لم تتحدد معالمه بعد. وأكد أوزال فحوى البلاغ و أضاف، «تأخر عقد الجمع العام، وقد آن الأوان لكي يعقد حتى قبل جمع مجموعتي النخبة والهواة، وبالإضافة إلى الرئيس الذي قرر عدم تجديد ترشيح نفسه لولاية جديدة، فإنني بدوري لن أترشح لأية مسؤولية قادمة بما في ذلك رئاسة مجموعة النخبة ،لأنه لم تعد لدي رغبة وحتى أفسح المجال أمام أناس آخرين». وبمجرد صدور البلاغ الجامعي قفز إلى الواجهة اسم علي الفاسي الفهري رئيس فريق اتحاد الفتح الرياضي الرباطي، كمرشح أول لخلافة الجنرال بنسليمان، حيث يتم تقديمه على أنه مرشح جهات عليا كانت وراء اقتراح هذا المخرج. وأكد مصدر مقرب من الفاسي الفهري ترشيحه لرئاسة جامعة الكرة بإلحاح من جهات عليا وهو نفس ما أكده أوزال في تصريحه ل«المساء» وشكلت الهزيمة أمام الغابون النقطة التي أفاضت الكأس، وأغرقت سفينة جامعة الكرة وعصفت بركائز خيمتها، حيث تحرك الرئيس بنسليمان على الفور وبالضبط منذ يوم الأحد للقيام بزيارة مفاجئة للمركز الوطني لكرة القدم لضبط الأمور أكثر مع الجهاز التقني واللاعبين قبل أن ينفرد لنائبه الأول وكاتبه العام منذ يوم الاثنين ويجري معه اتصالات ثم لقاء لوضع النقاط على الحروف. ويعتبر الجنرال بنسليمان رابع عسكري يرأس جامعة الكرة، بعد الكولونيل المهدي بلمجدوب في الفترة ما بين 1977 و1979، قبل أن يقال بعد نكسة الجزائر في دجنبر 1979، والجنرال إدريس باموس الذي عينه الملك الراحل الحسن الثاني على رأس الجهاز من 1986 إلى 1992، ليبعد بعد إخفاق المنتخب في أولمبياد برشلونة، ويخلفه الكولونيل ماجور الحسين الزموري لمدة عامين، انتهت بإقالته عقب المظهر الباهت للمنتخب في نهائيات كأس العالم بالولايات المتحدةالأمريكية.