أسفر تهاطل الامطار بغزارة عن تأجيل موعد انطلاق «ماراطون الرمال» بيوم واحد، وعن ادخال عدة تعديلات على مراحل السباق وعلى المنظومة اللوجيستيكية، اما بالنسبة للتوقعات فإن الرهان ظل مستقرا على فوز احد الاخوين احنصال، دون اغفال كفاءات الاردني سلامة الأفرع والاسباني خورخي اوبيسو مارتينز، وحتى في صنف النساء ظلت الانظار موجهة الى المغربية تودا ديدي، الفائزة بماراطون الرمال للسنة الماضية. لقد كان لارتفاع منسوب المياه الى مستويات- اقتصر معها السباق إلى عبور واد زيز بالسيارات الرباعية الدفع- انعكاسات متبانية على النفوس، ولكن مدير السباق باتريك جوور حرص على أن يعكس المغزى الحقيقي لهذا الصنف من الرياضات الشاقة والصعبة، فرغم أنه كان يتحدث عن غرف السيارة المحملة بمعدات متطورة تؤمن التعرف في كل حين عن موقع كل متسابق، وتمكن من ارسال المعلومات فورا الى المركز بباريس ومنها الى المنظمين و المتتبعين لمراحل السباق، ورغم انه كان يتحدث عن استحالة الاقامة في عشرات الخيام التي نصبت وعن صعوبة نقلها عبر الشاحنات للمحطة الموالية من السباق، فإنه كان يستحضر فراسة سكان المنطقة الذين يرون في التساقطات المطرية مصدرا لتحقيق موسم فلاحي جيد، وكان يستحضر كذلك الهدف الاجتماعي والانساني المتمثل في اعتماد المارطون كمصدر لتجميع المساعدات والدعم لفائدة الجمعيات الخيرية والانسانية. المثير للانتباه هو ان منطقة تافيلالت التي تتوفر على مؤهلات كبيرة للمساهمة بشكل فعال في بلوغ هدف جلب 10 ملايين سائح في السنة ابتداء من سنة 2010 لاتزال تعاني من ضعف البنيات التحتية وخاصة منها الطرق والربط بالشبكة الوطنية للكهرباء، فتشجيع السياحة البيئية لا يعني بالضرورة ابقاء الوضع على ماكان عليه حتى ولو تسبب في عزل العديد من الدواوير والسكان عن العالم الخارجي.