(مبعوث الوكالة: عبد الحفيظ المنصوري) تميزت المرحلة الثالثة من الدورة ال25 لماراطون الرمال، التي ربطت اليوم الثلاثاء بين منطقتي جبل الأوفتال وتوريرت موشان (إقليمالرشيدية) على مسافة 40 كلم، بتحقيق العداء المغربي محمد أحنصال فوزه الثالث على التوالي وبالانسحاب الإضطراري لمواطنته ديدي تودة. فبالقدر الذي كانت فيه فرحة الجميع كبيرة بمواصلة أحنصال (حامل لقب الدورتين الماضيتين) تألقه وتحقيق إنجازاته والبرهنة على أنه في مستوى المسؤولية وأن ماراطون الرمال سيظل مرهونا بعائلة أحنصال بعدما احتكره شقيقه الأكبر لحسن لعقد كامل من الزمن، كانت الحسرة بادية على الجميع بعد شيوع خبر انسحاب تودة (حاملة اللقب مرتين) بسبب آلام على مستوى البطن ما اضطرها إلى التخلي في الكلم 8 قبل نقطة المراقبة الأولى (8ر12 كلم). وكما كان منتظرا احتدم التنافس خلال هذه المرحلة بين الأردني سلامة الأقرع والأمريكي ميكايل وارديان الساعيان للفوز بالمرحلة وتدليل الفارق الزمني عن أحنصال صاحب المركز الأول في الترتيب العام المؤقت، وهو ما صب في مصلحة الأخير الذي آثر مراقبة السباق عن قرب إلى أن واتته الفرصة وانطلق في الكيلومترات الأخيرة وحيدا نحو خط النهاية مستفيدا من العياء الذي أخذ مأخذه خاصة من الأمريكي الذي لم يتمكن من مسايرة الإيقاع السريع الذي فرضه الأردني. ونجح أحنصال، خلال هذه المرحلة، التي كانت على عكس سابقاتها سريعة (25ر13 كلم في الساعة) وسهلة لخلوها من المسالك الصعبة، الجبال والوديان والكثبان الرملية، لكنها جرت تحت شمس حارقة (حوالي 40 درجة والرطوبة)، بفضل نهجه التكتيكي السليم من توسيع الفارق الزمني في الترتيب العام المؤقت عن مطارديه إلى 22د و29ث، بعدما كان بالأمس 17د و35ث وقطع بالتالي شوطا هاما نحو الحفاظ على لقبه في انتظار المرحلة الأطول والأصعب، المقررة غدا الأربعاء بين توريرت موشان وواد الجدايد، على مسافة 2ر82 كلم. وقطع أحنصال، الفائز بالمرحلتين الأولى والثانية، مسافة مرحلة اليوم في زمن قدره 3 ساعات ودقيقة واحدة و5 ثواني، فيما حل الأقرع ثانيا (3س و3د و2ث) والإسباني خورخي أوبيزو مارتنيز ثالثا (3س و10د و35ث)، فيما اكتفى الأمريكي وارديان بالمركز ال16 (3س و48د و15ث). ولدى الإناث، زكت الإسبانية مونيكا أغيليرا فيلادومو، التوقعات التي كانت تشير إلى أنها ستكون إلى جانب المغربية تودة من بين أبرز المرشحات للفوز بلفب هذه الدورة نظرا لسجلها الحافل بالإنجازات والمعروفة أوروبيا كبطلة متمرسة لايشق لها غبار في الرياضات الجبلية، بعدما حققت اليوم فوزها الثالث على التوالي. وقطعت مونيكا، صاحبة المركز الأول في الترتيب العام المؤقت، مسافة المرحلة في زمن قدره 4س و18د و47ث متقدمة على الهولندية جولاندا لانسونين (4س و33د و51ث) والبريطانية جينفير سالتر (4س و36د و11ث). وعززت مونيكا مركزها في صدارة الترتيب العام المؤقت (11س و17د و32ث)، حيث باتت تتقدم بفارق 32د و32ث على جولاندا، التي ارتقت بعد انسحاب تودة إلى المركز الثاني (11س و50د و04ث)، فيما صعدت جينفير إلى المركز الثالث (12س و42د و36ث) بفارق 1س و25د و3ث عن صاحبة المركز الأول. وعبر أحنصال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته للفوز بمرحلة اليوم، التي قال عنها كانت سهلة نسبيا لكنها كانت سريعة الإيقاع، مضيفا أنه اكتفى في البداية بمراقبة السباق منذ انطلاقته تاركا المبادرة لمنافسيه خاصة الأردني والأمريكي. وأشار إلى أن كل شيء سيتوضح خلال مرحلة الغد، التي تعتبر أم المراحل بامتياز لطولها وصعوبتها وكذلك بمفاجآتها، متمنيا أن تسعفه الظروف في تحقيق آماله والفوز بلقبه الثالث. وبخصوص تخلي تودة، عبر أحنصال عن أسفه لما حصل مبديا مساندته لزميلته التي استعدت بشكل مكثف وجيد دون أن يحالفها الحظ في بلوغ هدفها المتمثل في الحفاظ على لقبها، مضيفا أن ما حصل لتودة ومن قبل لمواطنها عزيز العقاد يبقى أحد ضرائب ماراطون الرمال. وكانت ديدي تودة قد قررت التخلي بعدما شعرت ببعض الآلام على مستوى بطنها في الكلم ال8 قبل نقطة المراقبة الأولى (8ر12 كلم) ليتم نقلها من نقطة المراقبة الأولى، حيث تلقت الإسعافات الأولية من طرف طبيب النقطة، على متن طائرة مروحية إلى المصحة المتنقلة للمخيم، فتماثلت للشفاء وهي في صحة جيدة وغادرت المخيم في اتجاه مدينة ورزازات حيث تقطن. وكان مواطنها عزيز العقاد (الثالث في دورتي 2007 و2008 ووصيف بطل دورة السنة الماضية)، قد اضطر من جانبه للانسحاب أمس الإثنين في بداية المرحلة الثانية بسبب إصابة على مستوى الركبة.