وسط اهتمام حزبي كبير وتحضيرات مكثفة منفتحة على كافة الاتحاديات والاتحاديين بالإقليم في سياق الدينامية السياسية والتنظيمية للمؤتمر الوطني الثامن، ومن أجل الانخراط الجدي والمسؤول في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، انعقد المجلس الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بوجدة «دورة غزة» تحت شعار «التدبير الديموقراطي للشأن المحلي» بإشراف الكتابة الجهوية وتأطير موفدي المكتب السياسي: الأخت فاطمة بلمودن والأخ عبد الحميد الجماهري طيلة يوم الأحد 08 فبراير 2009. وبعد المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، وبعد نقاش عميق جدي ومسؤول، استحضر السياقات والتطورات والتحولات التي عرفتها بلادنا منذ انطلاق المسلسل الديموقراطي المتعثر، مرورا بتجربة التناوب التوافقي وخرق المنهجية الديموقراطية، وكذا تداعيات الانتخابات التشريعية شتنبر 2007 والتباسات تشكيل الحكومة الحالية في ظل ظرفية اقتصادية واجتماعية يطبعها التوتر، وتصاعد الاحتجاج جراء تصاعد الغلاء وتدني القدرة الشرائية للمواطنين وحجم الفقر والخصاص في الحاجيات الأساسية الضرورية للعيش الكريم، نتيجة الاختلالات الكبيرة في توزيع الموارد، وما استتبع ذلك من انغلاق آفاق الحوار الاجتماعي واستمرار تقوي المركب المصالحي المالي والإداري بفعل تنامي اقتصاد الريع والاتجار بالمخدرات ، والرشوة والتهجير السري والبناء العشوائي، التي أصبحت المرتكز الرئيسي لاختراق مواقع القرار السياسي على المستويات المحلية الإقليمية والوطنية مع استمرار بلقنة المشهد السياسي والنقابي في محاولة لتطويق القوى المتشبعة بقيم الحداثة والديموقراطية. كما وقف المجلس على التطورات الهامة التي يعرفها ملف القضية الوطنية والمحاولات اليائسة لعرقلة التوصل إلى حل سياسي في إطار المقترح المغربي من أجل مواصلة تفعيل الآليات المغاربية لمواجهة التحديات، والرهانات الإقليمية والدولية. وعلى مستوى آخر وقف المجلس على المعاناة والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي. إن المجلس الإقليمي إذ يستحضر هذه العناصر، يلتفت في نفس الوقت إلى الواقع المحلي المطبوع بالتدبير العشوائي الفوضوي الغارق في الحكامة السيئة والزبونية الانتخابوية المشرعة لكل أشكال الاغتناء السريع عبر قنوات الارتشاء، واستغلال مواقع الفقر والتهميش عبر تحالفات هجينة لا ترقى إلى ما تتطلبه المدينة من حاجيات أساسية في البنية التحتية والنقل والتطهير والخدمات والطرق والإنارة، وكذا حماية المجال الحضري من الفيضانات التي تتسبب في حصد الأرواح والممتلكات والتهميش الذي طال التنشيط الرياضي والثقافي: - يجدد تشبثه بحل سياسي متفاوض عليه في الصحراء المغربية يضمن حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية. - يؤكد مساندته لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويدين العدوان الصهيوني المتكرر على الشعب الفلسطيني. - يثمن نتائج وقرارات المؤتمر الوطني الثامن ويعبر عن استعداده للانخراط في تجسيدها على أرض الواقع. - يعلن تضامنه مع ضحايا الكوارث الطبيعية والفيضانات التي ضربت مجموعة من المدن المغربية ويعلن مواساته لعائلات المنكوبين والضحايا. - يطالب الحكومة بالعمل على تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للشغيلة المغربية، بالتجاوب مع مطالب ومقترحات النقابات وعلى رأسها الفدرالية الديموقراطية للشغل، ويحذر من مغبة إعمال الاقتطاع من أجور الموظفين الذين مارسوا حقا دستوريا ويسجل باعتزاز موقف المكتب السياسي في الموضوع. والمجلس الإقليمي إذ يتابع بقلق التحركات المشبوهة لتجار الانتخابات المعروفين والمتسترين، أفرادا وهيئات سياسية في حملات سابقة لأوانها، تروم العودة إلى مواقع تسيير أبان عن فشله، يؤكد ما يلي: - يستنكر ما آلت إليه أوضاع المدينة والتراجعات الخطيرة التي تعرفها، جراء نمط تسيير الجماعة الحضرية حيث مظاهر الهشاشة التي انعكست على جميع معالم الحياة في غياب رؤية واضحة لمن أسندت لهم أمور تدبير المدينة، اللهم استمرار التوافقات الجارية مع بضع موظفي الجماعة. - يندد باستغلال المكتب المسير لإمكانيات وموارد الجماعة الحضرية في حملة انتخابية مكشوفة سابقة لأوانها عبر اختيار أحياء معينة استفادت من التزفيت والإنارة. - يشجب أسلوب رئيس الجماعة الحضرية الحربائي بنسب مشاريع حكومية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى شخصه. - يحث السلطات الإقليمية على القيام بدورها في إعمال سلطة القانون، وحماية حق المواطن في الإدلاء بصوته بكل حرية بعيدا عن كل مظاهر الفساد المرتبط باستعمال المال الحرام، وفبركة مجالس على المقاس. - يناشد كافة الديموقراطيين وشرفاء المدينة برجالها ونسائها للانخراط بكثافة في الانتخابات الجماعية، وتحويل اليأس والسخط إلى قوة أمل في التغيير عبر محاكمة مافيا وتجار الانتخابات والمفسدين الذين انطلقوا في توزيع الوعود الكاذبة، سواء كانوا أفرادا أو هيئات سياسية. - يطالب المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية والصحافة المحلية بعدم التردد في فضح كل الخروقات والتجاوزات والتلاعب بأصوات المواطنين. - يعبر عن استعداد كافة الاتحاديات والاتحاديين للانخراط المسؤول والشفاف، وغير المتساهل مع أية جهة في خوض الاستحقاقات المقبلة من أجل مغرب ديموقراطي حداثي متضامن. وقد تم انتخاب كتابة إقليمية من 15 عضوا دامت المناقشات حول هيكلتها واستكمال توزيع المهام بين أعضائها إلى غاية 10 مارس 2009 على الشكل التالي: - الكاتب الإقليمي: عز الدين شافيقي - نائبه: عبد الله الإدريسي - أمينة المال: فاطمة هرباز - نائبها: محمد بوعبداللاوي - المكلفون بمهام: محمد توفيق بلحسن، محمد عبيد، الحسين بلحساني، ادريس الفاخوري، عائشة شهاب، لطيفة رزوك، الحسن بنعيني، البكاي معروف، احمد الطاهري، فراجي تيعلاتي، عبد الرحيم طويل.