شجرة الأرز «غورو» الجنرال الفرنسي «غورو» بقلب غابات الأطلس المتوسط، وعلى بعد كيلومترات من مدينة افران، تنتصب شجرة للأرز عمرت منذ ما يزيد عن 8 قرون حيث أصبحت مزارا سياحيا ذا سمعة عالمية يعرفها الأجانب أكثر مما يعرفها المغاربة، وهي اليوم تواجه لوحدها لحظات الاحتضار البطيء، الخراب يداخلها و يد الموت تمتد إليها وقد حولها إلى أعجاز نخل خاوية، قد تتهاوى بين الفينة والأخرى على رؤوس زوارها. مصادر من عين المكان، أجمعت تصريحاتهم التي خصوا بها جريدة «الاتحاد الاشتراكي» على أن أشغال الحفر التي شهدها الموقع السياحي لجر أنابيب المياه الصالحة للشرب من مكان أعلى بالجبل المسمى »أفقفاق« نحو مدينة آزرو، ربما تكون قد تسببت في قطع جزء كبير من الشرايين الباطنية للشجرة، حيث بدت أغصانها مصفرة و هي تتحول يوما بعد يوم إلى كومة من الأعواد اليابسة مهددة بذلك زوارها الذين يفدون إليها من كل فج عميق ليؤرخوا لزياراتهم لها عبر تدوينهم لبصماتهم التي تتراءى لك كالوشم على جدعها الذي تحول إلى سجل ذهبي و قد ملأته مئات التوقيعات والأسماء. يذكر أن شجرة »غورو« تمتد على طول 42 مترا و 8 أمتار عرضا، و قد حملت الشجرة اسم مكتشفها، الجنرال الفرنسي «PALUEL MARMONT» الملقب ب»غورو» والذي كان مارا بالمنطقة سنة 1912 على رأس فيلق للجيش الفرنسي في مهمة تمشيطية بغابات الأطلس. ذلك أن شكل الجنرال الفرنسي الذي فقد يده اليسرى في إحدى الحروب التي قادها بسوريا، جعلته يبدو كالشجرة التي حملت اسمه والتي تظهر هي الأخرى وكأنها بترت ذراعها اليسرى، مما أحدث نوعا من التقارب بين أعرق شجرة بغابات الأطلس المغربي والجنرال الفرنسي، تحدثت حكايات كثيرة للاروبيين عن العلاقة الحميمية والارتباط الأبدي الذي جمع بينهما. مما أكسب الشجرة شهرة عالمية كبيرة تحولت معها إلى مزار سياحي ومحج رئيسي لأعداد غفيرة من السياح المغاربة والأجانب الذين اعتادوا على زيارتها، بعد أن نجحت الشجرة في إحداث موقع سياحي أصبح يضم محلات لبيع المنتجات السياحية إلى جانب أعداد من القردة ترابط بعين المكان ليل نهار وكأنها تحرس هذه المعلمة السياحية والايكولوجية التي تُركت اليوم تواجه مصيرها لوحدها، بعد أن امتدت إليها يد الموت بفعل ما تسببت فيه أشغال الحفر من قطع لشرايينها الباطنية المترامية الأطراف. حيث لاحظ أهل المنطقة كيف أن الشجرة ظلت بعيدة عن أنظار واهتمامات جمعيات ومنظمات البيئة، فيما قررت عائلة الجنرال «غودو» بحسب ما أفادت به مصادر متطابقة تأسيس جمعية دولية ستحمل اسم الشجرة والجنرال الفرنسي «غورو» ، حيث من المنتظر أن ينكب مجموعة من المختصين في مجال البيئة على دراسة وضعية الشجرة في محاولة لإنقاذها من الموت ومنحها الحياة لتبقى شامخة شموخ جبال الأطلس، كما سيطالب أعضاء الجمعية المسؤولين المغاربة بفتح تحقيق حول أسباب احتضار أكبر وأعرق شجرة بالقارة السمراء، التي كانت و ما تزال تشكل أحد أهم الموارد المالية لجماعة بن اصميم التابعة لإقليم افران.