كانت الشقة الفاخرة الموجودة بالطابق الثالث من إقامة الاهرام المطلة على شارع الديوري المؤدي الى محطة القطار الكبرى بالقنيطرة ، مسرحا لجريمة قتل بشعة راح ضحيتها الشاب الناظوري الاصل (م.ل) ذو 39 سنة يوم الخميس 12مارس الجاري ، وقد عرف الفقيد بين أصدقائه بالسخاء والكرم وبالاخلاق الطيبة ، حيث كان يعمل منعشا عقاريا ، ويتاجر في السيارات الفاهرة وفي أسماك البحر ، وشاءت الاقدار أن يروح ضحية طمع من قبل أحد أصدقائه الذي جاء بخطة من مدينة مراكش وحبكها مع (03) شبان بيضاويين ليخططوا جميعهم لقتل الرجل والاستيلاء على أمواله (حوالي 04 ملايين سنتيم) وبعض ممتلكاته ( سيارة رباعية الدفع-هاتف نقال - ساعة يدوية..) بدأت القصة حينما اتصل المتهم الرئيسي في الجريمة يوم الخميس 12 مارس الجاري بالقتيل عبر الهاتف وأخبره بأنه سيحل عليه ضيفا من مراكش بحكم علاقة الصداقة التي تجمع بينهما ، حيث كان قد زاره في غرض شخصي قبل دلك بحوالي 20 يوما، وبعدما وصل هذا الضيف (كريم) وهو بيضاوي يعمل في مدينة مراكش، وصل الى القنيطرة وأخذ فنجان قهوة مع مضيفه الذي سيصبح قتيله فيما بعد، إذ بعد صعودهما إلى الشقة طلب القاتل من قتيله أن يخرجا إلى أحد المطاعم بالقنيطرة لتناول العشاء إلا أن صاحب الشقة اعتذر بمبرر إحساسه بالتعب ، وفي نفس الوقت سلم لصديقه هذا مبلغ 200 درهما ليتعشى بها ويعود الى البيت، وآنذاك نزل القاتل من العمارة واستقدم الشبان البيضاويين الثلاثة الذين كان قد خطط معهم للجريمة ، فصعد الاربعة الى شقة القتيل ، ، وكبلوه من يديه ورجليه وانهالوا عليه بالضرب على مستوى الرأس والجسد ، وطلبوا منه اطلاعهم على صندوق النقود ، كما كمموا فمه وحشوه بقطعة من القماش حتى لا يسمع صراخه ، وجردوه من لباسه الا من تبانه ، وشغلوا المكيف الهوائي ، واشعلوا جهاز التلفازبصوت عال حتى يموهوا الجيران بأن صاحب الشقة موجود ، وبعدما قاموا بجميع الترتيبات نزلوا من الشقة في تجاه السيارة الرباعية الدفع التي يمتلكها القتيل ، إلا أن صديقهم صاحب الخطة قال لهم بأنه سيرجع للشقة لاعطائه بعض الماء والتبقن من وضعه الصحي ،وهنا ، وحتى يقطع الشك باليقين أخذ مدية وذبح الضحية من الوريد الى الوريد ليتركه غارقا في دمائه ويخرج من الشقة ليلحق برفاقه الثلاثة. كيف اكتشفت الجريمة اعتاد أحد اصدقاء الفقيد أن يهاتفه يوميا من هولاندا ، حيث كان الفقيد يعمل في بداية حياته كصراف للنقود هناك) إلا أنه فوجئ أن زميله لا يرد على الهاتف كعادته وعاود الاتصال مرات ومرات ، وحينما يئس اتصل بزوجة الفقيد التي كان قد طلقها لمدة تزيد عن الستة، وطلب منها أن تلتجئ للشقة وتتأكد من أمر زوجها الطليق، وفعلا قدمت الزوجة مصحوبة بصانع المفاتيح الذي طلب بدوره حضور الشرطة في هذه العملية ، وبعد فتح الباب ، فوجئ الجميع بوجود الجثة غارقة في الدماء في غرفة النوم ، وهنا تم إخبار وكيل الملك ، وحضر بجانبه باشا المدينة ونائب والي الامن بالقنيطرة وفرقة من الشرطة العلمية والتقنية ، ليبدأ البحث في مسار هذه الجريمة البشعة ، حيث تم استدعاء حارس العمارة والمنظفة التي كانت تقوم بتنظيف وخدمة القتيل ، من طرف الشرطة القضائية ، التي قامت بالتنسيق مع شرطة مكافحة العصابات التي انتقلت إلى مدينة الدارالبيضاء بعدما استجمعت المعطيات التي بينت أن المشتبه فيهم يقطنون بالدارالبيضاء . وفعلا بعد عملية البحث تم القبض عليهم يوم السبت 14 مارس الجاري وتم اقتيادهم الى مدينة القنيطرة ليبدأ معهم التحقيق عبر الضا بضة القضائية ، حيث تمت يوم الثلاثاء 17 مارس إعادة تمثيل الجريمة أمام حشد من المواطنين ، ليتم تقديمهم للنيابة العامة يوم الاربعاء 18 مارس الجاري بتهمة : القتل العمد والاصرار على القتل والسرقة الموصوفة وسرقة سيارة ليأخذ التحقيق والمحاكمة مجراهما في هذه الجريمة التي خلفت استنكارا واسعا لدى الرأي العام القنيطري ، وقد نقلت حثة القتيل يوم الاربعاء 18 مارس الجاري الى بلدته الناظور حيث تم دفنه هناك.