في حشد جماهيري غفير لم تعهده مدينة الحاجب من قبل،خاصة من حيث حجم ونوع الحضور النسائي القوي الذي ناهز المائة ، امتلأت قاعة العروض التابعة لفندق رانيا سبنيير عشية يوم السبت 14/03/2009 لتعيش الحدث على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، ويتعلق الأمر بتكريم الأخت محجوبة بوفنان ، العضوة السابقة للكتابة الإقليمية للحزب والمناضلة الناجحة في حياتها العملية، متوجة بالخدمات الجليلة التي قدمتها عبر مسار مهني حافل بالعطاء ، فالأخت محجوبة بوفنان ،وكما تضمنت ذلك كلمة الأخ عاشور بلال بإسم الفرع المحلي للحزب كانت سباقة لاحتضان الفكر الاتحادي مبكرا، وجريئة في اتخاذ الكثير من القرارات الهادفة إلى دعم حقوق المرأة وتشجيع تواجدها بمختلف المواقع، بل كانت سباقة إلى محاربة كل نزعة انتهازية وتجاوبت مع مختلف مطالب الدعوة لتخليق المرفق العام، مانحة بذلك صورة حقيقية للمرأة الاتحادية المتسمة بنبل الأخلاق ونقاوة المبادئ وحسن السيرة والسلوك،وكلها قيم من شأنها أن توفر البذور المثمرة لتأسيس تنظيم نسائي قوي مستقبلا بإقليم الحاجب على حد تعبير الأخت ثريا ماجدولين، عضوة المكتب السياسي للحزب التي أشادت بدور المرأة الفعال في مختلف الواجهات: واجهة الحياة العامة بقساوتها الجغرافية والإجتماعية،وواجهة النضال الحزبي الذي عرفت به منطقة الأطلس المتوسط ،مذكرة بكون كل لحظات الحزب شاركت في صنعها نساء مخلصات إلى جانب إخوة لهم ، وهبوا حياتهم لخدمة مجتمعهم وقضاياه العادلة ،وهذا بالفعل ما جعل من حزب الإتحاد الاشتراكي حزبا لكل القوات الشعبية ، حزبا متحركا يرفض الجمود والسكون ،يشبه الكائن البشري الحي ،يتعرض لكل ما يتعرض له هدا الأخير من هزات وتغييرات ليكون بذلك الإتحاد، إتحادا لم ولن يألف الانكسار،ولم ولن يقبل الإستسلام مهما كانت قوة الكبوات وسرعة الرياح،وهذا بالفعل ما جعل كل الاتحاديات والإتحاديين يمتلكون نظرة تفاؤلية للمستقبل ،ولا يذكرون الماضي إلا من أجل مراقبة الحاضر والتوجه بثبات وعزيمة نحو المستقبل ،وهذا ما شكل في نظر الأخت عضوة المكتب السياسي الشاعرة والباحثة في عالم الجمال ثريا ماجدولين، مدخلا رئيسيا لاسترداد الاعتزاز، والثقة بكون حزب الإتحاد الاشتراكي هو حزب بالفعل لكل القوات الشعبية بما تحمله هذه الكلمة من دلالات ومعاني ،داعية في نفس الوقت إلى ضرورة إيلاء المسألة النسائية الأهمية التي تستحق، بدءا بالمشاركة الفعلية للمرأة في التنظيم الحزبي وأجهزته المحلية ،وإنصافها في الترشيحات المحلية المقبلة ، أما الأخ زكرياء المكناسي الكاتب الإقليمي للحزب بالحاجب، فقد أكد في كلمته بكون الإتحاد الاشتراكي قدم تضحيات جسام لتتبوأ المرأة المغربية المكانة المستحقة، وتكسب المزيد من الحقوق المشروعة ، إذ لم تبق المرأة الإتحادية في منأى عن نضالات أخواتها ، و استطاعت أن تحرر نفسها مما كبلتها به الأجيال وما صنعته بها التقاليد و حققت ما تحقق من مكاسب كانت كفيلة بتحسين موقعها ومكانتها ،فأصبح من حق المرأة المغربية اليوم أن تفتخر بالطفرة الهامة التي عرفتها حقوقها بدءا بالأحوال الشخصية ،والجنسية إلى حدود رفع الدولة المغربية عن كل تحفظاتها بخصوص التمييز بين الرجل والمرأة ، وكان لاستوزار المرأة المغربية مع حكومة التناوب التوافقي الوقع الإيجابي في تغير العديد من مناحي الحياة الخاصة والعامة للمرأة وخاصة ما يتعلق بالكوطا الممنوحة لها في مجال ولوج أبواب المؤسسات المسؤولة عن تدبير السياسات العمومية ، وتبقى معركة الانتخابات الجماعية المقبلة واجهة أخرى لتحفيز المرأة على كسب رهان التغيير من خلال مساعدتها وتمتيع معركتها بكافة شروط النزاهة والشفافية لتعبر بحق عن إرادتها وطموحاتها في منافسة برامج ومشاريع الرجل ، في حين ركزت الأخت ثورية الشعيبي، عضوة الكتابة الجهوية في كلمتها على نضالات المرأة بالأطلس المتوسط ، وقهرها للظروف السوسيولوجية المعقدة من أجل التعبير عن كينونتها ونبذ المظالم الاجتماعية ، فكانت متواجدة في مختلف المحطات التي تطلبت النضال ، وساهمت في تخليق الحياة العامة من خلال حضورها الوازن في الحقل السياسي ومواكبتها لكل المستجدات ،فالمرأة هي قوام المجتمع وأساسه المتين ،بل حجر الزاوية في مسلسل التنمية ،ويظهر هدا جليا في الأدوار الحساسة التي تضطلع بها المرأة، سواء داخل البيت أو خارجه في مشاتل توفير لقمة العيش ، والسياسة لا تختلف عن كل هدا ، فهي عمل نبيل لتحسين الوضع وإنتاج قواعد جديدة لتحقيق التطور الاجتماعي المنشود ، أما الأخت سميرة فهيم، عضوة اللجنة التحضيرية للتنظيم النسائي بالحاجب فلم تترك الفرصة تمر دون التنويه بالمجهودات الجبارة التي بذلها حزب القوات الشعبية في الحفاظ على مكانة المرأة ضمن المكون السوسيولوجي ، وتمتيعها بهامش أوسع للابتكار والإنتاج، وتقاسم التضحيات بشكل يخفف العبء حتى على الرجل داعية النساء إلى ضرورة التعاطي للعمل السياسي لتنويع خطط العمل والارتقاء بالبرامج التنموية المنبثقة عن مؤسسات الشأن المحلي، وهذا ما يتطلب في نظرها انخراطا أقوى وتعبئة شاملة في صفوف المرأة الحاجبية لمنح المرأة فرصا وحظوظا ملموسة للتعبير عن احتياجاتها واحتياجات أبنائها ، ووقف الجميع في وقفة احترام وتقدير للأخت المحتفى بها وبخدماتها الجليلة التي طبعت جزءا من حياتها المهنية والسياسية . هذا وعرف هذا الحفل في آخر فقراته تخصيص هدية عبارة عن تذكار بإسم حزب الإتحاد الإشتراكي ،سلم للأخت المحتفى بها محجوبة بوفنان ، والتي عبرت بالمناسبة عن مدى التأثر الكبير الذي أحست به بين أحضان إخوتها وإخوانها.