رفعت مديرية الأمن العام التركية درجة الاستعداد الأمني بسبب احتمال تنفيذ عناصر من القاعدة، من بينهم مغاربة، هجمات على طائرات أمريكية وإسرائيلية بإسطنبول بعد غد السبت 21 مارس 2009. وكشفت مصادر أمنية تركية أنها تلقت من المخابرات الأمريكية معلومات تشير إلى تسلل 15 من أعضاء التنظيم يحملون الجنسيات المغربية واللبنانية والفلسطينية والسورية إلى داخل تركيا عن طريق سوريا في يناير أو فبراير الماضيين، وهم من خبراء تصنيع المتفجرات وموجودون حاليا في محافظتي كونيا وأكسراي بوسط تركيا، ويخططون لعمليات تستهدف هيئات ومصالح أجنبية في تركيا. وأوضح التقرير الاستخباراتي الأمريكي أن تنظيم القاعدة عقد مؤخرا اجتماعا في منطقة وزيرستان في باكستان تم التطرق خلاله إلى خطة تنفيذ عمليات إرهابية في شمال أفغانستان وتركيا. وبموجب هذا التحذير الأمريكي، أعلنت أجهزة الأمن التركية حالة الطوارئ واتخذت تدابير أمنية مشددة في أنحاء البلاد، حيث شرعت الشرطة في القيام باعتقالات دورية في المناطق الإسلامية القريبة من القاعدة وبخاصة في إسطنبول كبرى مدن البلاد، مما أسفر عن توقيف أحد أتباع بن لادن القادم من النرويج، ويدعى محمد الغزاوي، حيث أثبتت التحقيقات أنه قدم إلى تركيا بهدف تنفيذ عمليات ضد الطائرات الأمريكية والإسرائيلية، وأنه لهذا السبب أوقفت شركة العال الإسرائيلية رحلاتها إلى مدينة أنطاليا السياحية في جنوب تركيا. كما باشرت الاستخبارات التركية تحت إشراف أمريكي الاتصال بأجهزة الاستخبارات بكل من المغرب (لادجيد والديستي) ولبنان، للمساعدة على تطويق المتسللين وإحباط مخططهم الإرهابي. وكانت خلية تابعة لتنظيم القاعدة يتزعمها سوري قد نفذت عمليات إرهابية في اسطنبول في 2003 ضد معبدين لليهود والقنصلية البريطانية والمصرف البريطاني «إتش إس بي سي»، حيث أدت إلى مقتل 63 شخصا. ويتهيأ تنظيم القاعدة، بعد أن تلقى ضربات موجعة في محاضنه الطبيعية (أفغانستان والعراق والجزائر)، للعودة بقوة إلى المعارك لإرباك استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية عبر تنفيذ عمليات شرسة ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية بدعوى الانتقام للقتلى الفلسطينيين.