أكثر من 50000 بطانية ، 55 آلة نسيج وحياكة وتقطيع، مئات الوثائق المحاسباتية والإدارية.. هي حصيلة الحريق الذي شب لمدة خمس ساعات في معمل «مازفيل»، الذي يعد إحدى أكبر الوحدات بالمنطقة الصناعية بالجديدة ، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء ، التابعون للوقاية المدنية والمكتب الشريف للفوسفاط و«نستلي المغرب» و«الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء» من إخماده. فحوالي الساعة الواحدة زوالا ، يوم الجمعة، تصاعدت ألسنة النيران إثر تماس كهربائي في آلة خاصة بالتقطيع ليلتهم لهيبها بعد ذلك كل الآلات المخصصة للتصنيع والتي يصل ثمنها الى عشرات الملايير، حسب مصدر تقني، ولم يتمكن فريق الوقاية التابع للمعمل من توقيف ألسنة اللهب التي كانت قد وصلت الى المستودعات الثلاثة التي كانت تضم لحظتها طلبيات موجهة الى الخارج، خاصة السوق الأوربية والإفريقية والعربية. ورغم وصول شاحنة الإطفاء التابعة لثكنة الوقاية المدنية بالجديدة لحظة نشوب الحريق، فإن فريقها لم يستطع التغلب عليه، مما اضطر معه إلى طلب الدعم من المكتب الشريف للفوسفاط الذي يتوفر على وسائل حديثة، إضافة الى الدعم اللوجستيكي الذي قام به فريق الوقاية والسلامة التابع ل «نستلي المغرب» الذي يوجد محاذيا لمازفيل. وكان 140 عاملا يمارسون عملهم لحظة اندلاع الحريق إلا أن توفر المعمل على منافذ للإغاثة سهل مأموريتهم في مغادرة مكان الحريق ، حيث لم تسجل خسائر في الأرواح باستثناء اختناق عاملين غادرا المستشفى بعد ساعات. وقد تم فتح تحقيق قضائي بأمر من الوكيل العام للملك الذي حضر الى مكان الحريق رفقة العديد من المسؤولين المحليين والإقليميين، فيما أعلن عمر ساجد المدير العام لمازفيل الجديدة، أن المعمل الذي يشغل أكثر من أربعمائة عامل وتقني وإطار، شل بالكامل جراء هذا الحريق وستتطلب إعادة تشغيله بعض الوقت، وفى نفس الوقت أعلن عن فتح تحقيق داخلي لتحديد المسؤوليات، مقدرا الخسائر بعشرات الملايير من السنتيمات. للإشارة ، فقد تم السماح لقناة عين السبع لوحدها بولوج مكان الحريق للقيام بالتغطية الصحافية، في حين تم منع كافة الصحافيين والمراسلين من القيام بواجبهم تحت ذريعة «الخطر»!؟