56 قتيلا و17 جريحا هي الحصيلة الأولية التي خلفها الحريق غير المسبوق الذي شب صبيحة أول أمس السبت بأحد مصانع صناعة الأفرشة بالمنطقة الصناعية ليساسفة بالدار البيضاء. انطلقت شرارة الحريق من الطابق الأول لبناية المصنع المكون من أربعة طوابق، حيث يتواجد عمال النجارة، قبل أن ينتقل إلى الطوابق الأخرى. وقد تباينت المعلومات التي تم استقاؤها من عين المكان حول أسباب هذا الحريق، بين قائل إنه اندلع إثر تماس كهربائي، ومن أرجعها إلى الشظايا الناجمة عن القاطعة الكهربائية (اللامون) ومن ذهب إلى أن السبب هو قنينة غاز كانت في المعمل تستعمل للطبخ. هذا وقد تم اعتقال صاحب المصنع وابنه وفتح تحقيق قضائي لمعرفة أسباب هذا الحادث، كما تم تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الموضوع والقيام ببحث إداري مستعجل. أحد العمال الناجين، رفض ذكر اسمه، حمل صاحب الشركة مسؤولية ما وصفه ب«المحرقة» التي ذهب ضحيتها 56 عاملا بسبب عدم إقدامه على توفير شروط السلامة الداخلية وتسييج جميع نوافذ البناية بشبابيك من حديد، ووضع مواد قابلة للاشتعال حتى في الممرات والسلالم. وزاد من حدة هذه الكارثة، حسب هذا العامل وعدد من زملائه الآخرين وأيضا أبناء المنطقة ممن التقتهم «المساء»، تأخر رجال الوقاية المدنية عن الحضور إلى عين المكان بحوالي ساعة على وقوع الحريق، وحتى عندما حضروا انتظروا ما يزيد عن ساعة أخرى من الزمن بحثا عن مصدر للمياه، بعد أن اتضح لهم أن هذه المنطقة الصناعية لا تتوفر على مصدر مياه خاص بالوقاية المدنية يتم اللجوء إليه في مثل هذه الكوارث. التفاصيل في الصفحات: أخبار المساء والسياسية