أصدرت الصحفية ورئيسة تحرير مجلة «باري ماتش» آن ماري كور عملا أدبيا بعنوان "رواية مراكش" عن دار النشر (روشي). وتعبر الكاتبة ، في هذا المؤلف من160 صفحة الصادر ضمن مجموعة "رواية الأماكن الساحرة" التي يديرها فلاديمير فيدوروسكي، عن عشقها لمراكش خاصة عبر تاريخ المدينة ومأكولاتها وثقافتها وصناعتها التقليدية وآثارها وغيرها. وتكشف هذه الجولة في المدينة الحمراء كذلك عن شوارع وأزقة المدينة الملقبة أيضا ب"السلطانة" ، من خلال صور فوتوغرافية لبنايات معمارية فاخرة ومآثر قديمة وقصور ومساجد تجسد الفن العربي الأندلسي، بالموازاة مع إحالات تاريخية منذ القرن12 وحتى الآن. وتدعو آن ماري كور، التي "أغرمت" بالمغرب منذ سن 18 سنة وأولعت بالخصوص بمدينة مراكش ، إلى الإبحار فورا نحو وجهة مراكش مستعرضة مدينة اليوم والأمس والمدينة الأبدية والمستقبلية. كما تعتبر الروائية الفرنسية أن مدينة مراكش ، تشبه "التمرة التي تمخضت عنها"، إذ أنها لا تكشف عن لبها وحلاوتها سوى لمن يجيد اختراق لبها واقتحام أسوارها والمرور عبر أبوابها وأزقتها. وتؤكد الكاتبة أن حسن الضيافة في هذه المدينة، التي تتجاذبها الأصالة والمعاصرة ، "ليس من باب الأدب" فقط ، وإنما حلقة وصل تمتد كجسر بين المشرق والمغرب والأمس واليوم. وتبحر الكاتبة بالقارئ نحو ساحة جامع الفنا التي تعد قلب المدينة ومرجعا سياحيا يضاهي "لي شانزيليزيه" بباريس وملتقى لشرايين المدينة وخزانا لطاقاتها، قبل أن تنتقل إلى أزقة المدينة لاكتشاف مساكنها وحدائقها وبعض مآثرها التاريخية الكبرى كالكتبية وجامع باب دكالة ومدرسة بن يوسف والمنارة ، وبعض الأماكن الساحرة مثل القصبة والمدينة العتيقة وواحات النخيل. بالمقابل ، تشير الكاتبة إلى أن مراكش الساحرة ، التي تراود الغربيين في أحلامهم ، "لا تنسى الغد" ، حيث تشيد فيلات فاخرة وفنادق والمزيد من ملاعب الغولف والمسابح خارج أسوارها ، فضلا عن بنايات أكثر تواضعا تقطنها ساكنة شابة وديناميكية. وقد تابعت آن ماري كور دراستها في تخصص الأدب والفلسفة ، قبل أن تلج عالم الصحافة. وشغلت منصب مديرة تحرير كل من أسبوعية (فرانس ديمانش) ما بين1990 و1996 والمجلة النسائية (فيتال) ما بين1992 و1995 . وهي حاليا رئيسة تحرير مجلة (باري ماتش) منذ 1996 .