مأساة كبيرة تجتازها أسرة المواطن بوجمعة لوديني القاطن بدوار الحاج غانم لمزوضية بإقليم شيشاوة جراء الخطأ الطبي الذي «نكبها » في مولودها الجديد . هذه المأساة حملت تفاصيلها المثيرة شكاية المواطن المذكورالمقدمة الى وكيل الملك يوم الإثنين 9 فبراير الجاري ، و كشفت تداعياتها «تسيبا كبيرا في القطاع الصحي بشيشاوة و تهاونا واضحا في مراقبة و ضبط الممارسة الطبية من قبل هيئة الأطباء بجهة مراكش». الكارثة التي ألمت بهذه الأسرة تسبب فيها طبيب مختص في التوليد و أمراض النساء إثر خطأ قاتل تم بمصحته الخاصة المتواجدة بمركزالإقليم و تحت إشرافه المباشر . و توضح شكاية والد الضحية أن الطبيب المعني كان هو «المسؤول عن تتبع حالة زوجته أثناء حملها منذ تاريخ 29غشت 2008» كما تثبت ذلك الشواهد الطبية المرفقة بالملف و التي تثبت كلها أن تطور الحمل تم بشكل سليم لا مشاكل فيه و أن الأم و الجنين في صحة جيدة . و بتاريخ 20 يناير 2009 عرض زوجته على أخصائية في طب النساء و التوليد بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة و بعد فحصها الدقيق للأم أكدت في تقرير طبي أن موعد الولادة الذي يناسب النمو الطبيعي للطفل هو يوم 5 فبراير 2009 و هو التاريخ المحدد لإخضاع الأم لعملية قيصرية . لكن الطبيب المشتكى به و بشكل غريب «ألح على ضرورة إخضاع الزوجة للعملية قبل ذلك التاريخ بعشرة أيام» بمبرر «أنها معرضة لخطر الموت إذا لم يتم ذلك في أسرع وقت ممكن» . وهو ماتم فعلا يوم 25 يناير 2009 . التطور الخطير الذي عرفه هذا الملف كان بعد مرحلة التوليد حيث يؤكد المشتكي أن «الطبيب المسؤول عن هذه المأساة لم يستدع طبيب الأطفال لمراقبة حالة المولود و صحته و تحرير تقرير في هذا الشأن ، و الأخطر من ذلك أنه رغم علمه بأن الطفل خرج من رحم أمه قبل متم فترة نموه الطبيعي وضعه قرب أمه في ظروف غير معقمة و خارج أية مراقبة طبية دقيقة إلى أن تدهورت حالته و ساءت صحته فلفظ أنفاسه الأخيرة ». ورغم فداحة ماوقع و فظاعة الخسارة التي ألمت بهذه الأسرة لم يتردد الطبيب المعني في تسلم مبلغ 5800 درهم من الوالد المنكوب! المثير في الموضوع أن هذه المأساة التي ذهب ضحيتها طفل برئ و أدخلت الأسرة في محنة نفسية لا يقاس مداها ، كانت مجرد إشارة لواقع أخطر يعتري القطاع الصحي بشيشاوة ، إذ يكفي أن نشير إلى أن أول صدمة واجهتها هذه الأسرة هي أن هذه المصحة «لا تملك ترخيصا لا من المصالح المحلية و لامن هيئة الأطباء بجهة مراكش ، و مع ذلك تجرى فيها العمليات الجراحية و تعرض صحة الموطنين فيها للخطر، بل و يموت بعضهم فيها ». و« هو مايدخل مصالح وزارة الصحة و في مقدمتها المندوبية الإقليمية بشيشاوة و كذا هيئة الأطباء بمراكش في دائرة المسؤولية المباشرة قانونيا و أخلاقيا على هذه الوضعية بفعل صمتها على مثل هذه الممارسات» ! الوالد المنكوب توجه باسم الأسرة بشكاية لوزارة الصحة و أخرى لهيئة الأطباء بجهة مراكش لكنه لم يظفر بأي رد منهما فلم يتبق أمامه سوى العدالة لإنصافه و رفع الغبن الذي أصاب أسرته .