تطالب جمعية السعادة نيابة عن سكان السعيدية من جميع الأطراف المعنية بقطاع التعليم محليا ووطنيا، إحداث ثانوية تأهيلية بالمدينة، وذلك لمواجهة مختلف العراقيل التي تقف في وجه متابعة التلاميذ لدراستهم والذين يصطدمون بمجرد ما ينهون دراستهم الإعدادية بظروف التنقل الصعبة وطول المسافة الفاصلة بين السعيدية وبركان وأحفير، مما يخلق ظروفا تؤدي إلى ترك الدراسة، وهي ظاهرة ملحوظة بالإقليم. وتتابع الجمعية موضحة أن هناك ضعفا في الاستفادة من داخليات بركان وأحفير لضيق قدرتها الاستيعابية من جهة، وتواضع إمكاناتها من جهة أخرى، مما يفرض كلفة مادية إضافية للآباء. وأكثر من هذا فإن السعيدية بدأت أخيرا تعرف كثافة سكانية مهمة، فارتفع عدد التلاميذ خاصة بعد إحداث المؤسسة الإعدادية مما يستوجب إتمام المسار الدراسي بإحداث الثانوية التأهيلية، التي ستؤدي أدوارا أساسية لمدينة أصبحت قبلة سياحية عالمية تفرض أن يواكبها السكان بجيل متعلم ينخرط في بناء الصرح السياحي لمدينته عوض أن يتكرس الهدر المدرسي، ليخرج المنحرفين والمتسكعين، الذين تعاني منهم أغلب المدن السياحية. يشار إلى أن نيابة التعليم ببركان كانت قد ردت بمراسلة إلى الجمعية بتاريخ 27 نونبر 2008 توضح فيها أن عدد التلاميذ والتلميذات الموجهين إلى الجذوع المشتركة حسب نتائج نهاية السنة لموسم 2007-2008 لا يسمح في الوقت الراهن بتكوين 4 أقسام كحد أدنى لبرمجة التعليم الثانوي، كما هو منصوص عليه في المذكرة التقنية لإعداد الخريطة المدرسية. وتتابع مراسلة النيابة قائلة إن جميع التلاميذ والتلميذات القادمين إلى الجذوع المشتركة من السعيدية يوجه منهم الذكور إلى داخلية أبي الخير ببركان والإناث إلى أحفير، إلا أن مصدرا من الجمعية شدد على ضرورة أن يعيد المسؤولون النظر في التعامل مع هذا الموضوع بحكم المتغيرات الجديدة التي حدثت، ليس فقط بالمدينة بل بالدواوير المحيطة بها، حيث ارتفع عدد المتعلمين من جهة واتضحت رغبة الآباء في أكثر من مناسبة في تعليم أبنائهم، يحفزهم في ذلك تنامي الحس السياحي لديهم، والذي يفرض إدماج الأبناء في التنمية السياحية المحلية التي ستخلق دون شك موارد معيشية مهمة.