كان دائما يتردد على مركز جورج بومبيدو الثقافي، وإن تبحث عنه تجده بالقرب من أروقة كتب السينما... كان يتابع كل المستجدات المتعلقة بمنشورات الفن السابع.. يحب القراءة والتعليق على القراءة، والنقاش كان معه دائما مثمرا ومفيدا.. اتذكره يحب المشي في ادغال باريس حاملا حقيبته على كتفيه من «بوبور» الى معهد العالم العربي.. يشهد شهود ، بأنه كان دائما يتردد على ندوة .. ندوة ، ينظمها المعهد في اطار لقاءات الخميس أو محاضرات أو ندوات في القاعة الكبرى بالاسفل، أو في القاعة الصغرى بالطابق التاسع.. وخلال مهرجان السينما العربية منذ اول دورة، كان يسكن بالمعهد ، إن صحت المبالغة ، تعرفت عليه ذات دورة عن طريق، المخرج عبد القادر لقطع، وتوطدت العلاقة بيننا.. من باريس كان يتابع السينما المغربية عن كتب، ويعرف كل المخرجين وقيمة كل واحد الابداعية.. كان يهتم كثيرا بالادب الفرنسي، والادب المغاربي المكتوب بالفرنسية، وكانت صحيفة «لوموند» لا تفارقه يوميا. اما مجلات السينما: فسل ماتريد! كانت الغيرة عن السينما المغربية تلبسه الى حد الانفعال الغاضب احيانا.. وحين كان يأخذ الكلمة في الندوات أو المحاضرات. كانت كلمته غالبا محط نقاش.. وجدال.. متمكن من الحديث عن السينما بلغة السينما.. رحل عنا المخرج ادريس كريم، وهو لم يتمم بعد شريطه الطويل الذي حصل به على دعم المركز.. آخر مرة كنا به اللقاء تحدث عن الشريط وصعوبة الكاستينغ.. الموت لم تمهله.. وغادرنا الى جانب عصفور والركاب والآخرين.. غادرنا ورحلت معه الى الأبد ضحكته المسموعة التي كانت تملأ الجنبات.. وداعا ادريس! الرجل الذي كان دوما يأخذ الوقت الكافي والكامل لانجاز أي عمل.. فكم يكره السرعة والتسرع للاسف كانت الموت اسرع.