تهدم جزء كبير من واجهة فندق لينكولن المتواجد بشارع محمد الخامس، صباح أول أمس الأحد جراء الرياح القوية التي شهدتها العاصمة الاقتصادية طيلة الليلة السابقة. وحسب مصادر من الشرطة، لم يسفر تداعي هذا الجزء من واجهة الفندق القديم عن سقوط ضحايا، علما بأنه كان مأوى للمتشردين منذ سنوات بعد إقفاله وإهماله، وعدم خضوعه للترميم منذ عهد الاستعمار الفرنسي، في حين لم يستبعد مصدر آخر وجود ضحايا تحت الأنقاض باعتبار أن المتشردين ليس لديهم من يسأل عنهم، وأنه بعدم الإسراع في إزالة الحجارة الضخمة والأتربة، فإن رائحة العفن، التي قد تتصاعد، وحدها القادرة على التسريع بذلك. يذكر أن فندق لينكولن الذي أثر على محيطه الذي بدأ يطال بعضه الخراب أيضا، بفعل التخوف من سقوطه في أية لحظة، كان قد صنف ضمن المباني التاريخية والمواقع والمناطق المرتبة في عداد الآثار بولاية الدارالبيضاء، بقرار من وزير الشؤون الثقافية رقم 411.00 بتاريخ 14 مارس 2000. وقد تم نزع ملكية فندق لينكولن، الذي يعد من أقدم الفنادق التي شيدها الفرنسيون في فترة الاستعمار، من مالكه الجزائري الجنسية منذ أزيد من سنة بعد تدخل وزارة الداخلية، ووزارة الثقافة، ومجلس المدينة، وفق مساطر قانونية، حيث انتظر البيضاويون الشروع في ترميمه منذ سنوات. وارتباطا بمخلفات الرياح القوية التي قدرت مصالح الأرصاد الجوية سرعتها ب 80 كيلومترا في الساعة، فقد أكد شهود من المنطقة انهيار جانب من حائط ثكنة القوات المساعدة ببورنازيل، لتصل الثغرة التي خلفتها الرياح الى عدة أمتار على طول الواجهة المقابلة للعمارات السكنية. كما لم يقو حائط أحد الملاعب الرياضية بمنطقة الحي المحمدي والذي أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على الصمود أمام قوة هذه الرياح، بالاضافة الى انهيار جزء من منزل عتيق بزنقة القاهرة بدرب الشرفاء. كما أكدت مصادر من منطقة سيدي معروف سقوط عمود كهربائي على إحدى السيارات الرابضة قربه أسفر على إحداث خسائر كبيرة بها. وتواصل سقوط الأعمدة الكهربائية بعين السبع، حيث أكدت مصادر متفرقة سقوط عمودين كهربائيين، وإشارتين ضوئيتين. وفي نفس الصدد لم يسلم حي لالة مريم بدوره من قوة الرياح التي اجتاحت المدينة، حيث سقط عمود الإشارة الضوئية قرب سوق الجملة، نفس الشيء بالنسبة لمجموعة من علامات التشوير بالمدينة، دون الحديث عن لوحات الاشهار التي طوحت بها هذه الرياح في العديد من الشوارع البيضاوية، اضافة إلى الأشجار وسعف النخيل، وغيرها من قطع القصدير والأخشاب، وبعض الصحون المقعرة «البارابولات». وقد تسببت الرياح القوية التي شهدتها ليلة وصباح الأحد في حالة ذعر وارتباك كبيرين في الشارع البيضاوي، خاصة في الأحياء الشعبية التي تشهد انتشارا واسعا للبناء العشوائي في سطوح المنازل، حيث لم يعد أي أحد في مأمن من خطر قد يهبط عليه من هاته السطوح في أية لحظة.