هل مراكش في منأى عن خطر العطش ؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح في ظل تقاطب قطاعات شاسعة تستنفد الموارد المائية للمنطقة. يوجد في مقدمتها القطاع السياحي الذي يزيد اتساعا، وقطاع الري الفلاحي الذي لا تخفى أهميته وينضاف إلى كل ذلك التوسع السريع للمجال الحضري للمدينة وارتفاع تعداد ساكنتها. فمع استحضار أن أغلب الفنادق المتواجدة بمراكش توجد بها آبار وثقوب قد تكون مرخصة وقد تكون غير مرخصة . فالفنادق التي صرحت بعدد الآبار المتوفرة لديها وحجم استهلاكها من الماء عددها قليل، وعلى سبيل المثال نجد فندق أمين يستهلك سنويا ما يناهز 27.000 متر مكعب ويتوفر على بئر واحد يتراوح عمقه 22 مترا، أما فندق أطلس آسني فيستهلك سنويا ما يناهز 25.000 مترمكعب ويتواجد به بئر واحد في حين يستهلك فندق المنصور الذهبي 18.250 متر مكعب سنويا ويعتمد على بئرين بعمق 40 مترا. و يستهلك فندق كنزي فرح 11.280 متر مكعب سنويا. من جهة أخرى، وبحسب معطيات وكالة الحوض المائي لتانسيفت، فإن حاجيات ملاعب الغولف بمراكش من الماء والمساحات الخضراء قدرت بحوالي 17.5 مليون متر مكعب في السنة، وستصل هذه النسبة في السنوات المقبلة إلى حوالي 25مليون مكعب في السنة، بعد إحداث مشاريع الغولف المخطط لها حاليا. وتبين هذه المعطيات بالتفصيل حجم استهلاك المياه من قبل ملاعب الغولف بالمدينة الحمراء التي تتزود في عمومها من الفرشة الباطنية ومن قناة روكاد. وتؤكد هذه الأرقام هول الاستنزاف الذي تتعرض له الموارد المائية لعاصمة النخيل. ويكفي الاطلاع عليها للوقوف على ذلك: ملعب الغولف روايال أملكيس، palmeraie يوجد بجنوب شرق مراكش وتتم تلبية حاجياته من الماء من الفرشة الباطنية دون الترخيص بذلك، وقدرت الكمية المستعملة من الماء ب 2.5 مليون م . مشاريع الغولف التي تم الترخيص لها باستعمال المياه السطحية والباطنية قدرت نسبة استهلاكها من المياه السطحية عبر قناة روكاد ب: 900.000م مكعب/ السنة لكل مركب غولف. وبنسبة 200.000 مكعب/السنة من المياه الجوفية لكل واحد من الغولفين الأولين حسب اللائحة بالم غولف PALM GOLF ومشروع أصوفيد Assoufid و 500.000 م مكعب/السنة بالنسبة لغولف أطلس و رسورت «groupe Alain Crenn» Ressort ماذا يراد إذن بمراكش؟ فملايين من الأمتار المكعبة من الموارد السطحية والجوفية تستنزفها يوميا الفنادق وملاعب الكولف والمساحات الخضراء المحيطة بها، والمئات من الآبار السرية المحفورة بها تواصل بشكل مستمر إفقار الفرشة المائية للمدينة. الاحتياطي الهام وصمام الأمان لمواجهة موجات الجفاف الطويلة الأمد تقلص، حيث تراجع ما بين سنة 1972 و 2001 بما يعادل 1.6 مترمكعب في السنة ووصلت في بعض حقول الالتقاط إلى 32 مترا. وأمام كل هذا يواصل المسؤولون التنكر للمخاطر المحدقة بالمدينة الحمراء والمهددة لأمنها المائي، رغم أن كل المؤشرات والأرقام تؤكد قرب حدوث الكارثة. (التفاصيل في عدد الاثنين)