ذاع الخبر بسرعة البرق وسط المناضلين باليوسفية، نعم إنه خبر نعي المناضل النقابي والسياسي المشمول برحمة الله الأخ السي أحمد حبالملوك، والذي فارق الحياة عن سن 72 سنة، لم نكن قادرين على تصديق وتحمل الصدمة/ الخبر، لسبب بسيط جدا، وهو أننا سنفتقد في السي أحمد الأب والأخ والصديق لكل النقابيين والسياسيين الذين رافقوه في حياته وخبروه كمناضل صادق لا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم، نعم عم الخبر بعد أن سقط مريضا ولم يمهله المرض يوما واحدا فقط ، ليحلق بروحه خلسة منا في فضاء ملكوت السماء والأرض ونحن نودع سنة 2008 ونستقبل السنة الجديدة بدوي القنابل التي تسقط على رؤوس شعب فلسطين، نعم وهو الذي لم يبخل في حياته عن القضية الفلسطينية لا ماديا أو رمزيا، سواء من خلال مشاركاته على الصعيد الوطني أو المحلي ضمن قوافل المناضلين في التظاهرات والمسيرات أو الاعتصامات والإضرابات لمناصرة حق الفلسطينيين في وطن حر أو تضامنا مع الشعب العراقي ، وكم كان الرجل فخورا بتلبية نداءات حزب القوات الشعبية في جميع المحطات النضالية والاستحقاقات السياسية، وكم تكون نشوته كبيرة حين يعلن عن محطة نضالية نقابية، سواء إضراب قطاعي أو عام تجده محملا بما يلزم المحطة من دعم ومساهمة، بل إنه يجند كافة أسرته ذكورا وإناثا من أجل نظافة المقر والمداومة والمشاركة، وخصوصا خلال احتفالات فاتح ماي من كل سنة والتي يعتبرها فرصة تاريخية للتعبير عن دواخله، كيف لا وهو الذي وهب بيته بحي التقدم كأول مقر نقابي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بعد عملية التأسيس وما رافقها من قمع ومضايقات، إن تربية السي أحمد النضالية علمته الكثير ولقن بدوره الكثير لأبناء مدرسته الوطنية فبمجرد ما تلج بيته المفتوح في وجه جميع المناضلين حتى يعرض عليك قراءة بعض الوثائق التاريخية الحزبية أو عدد أو اثنين من جريدة المحرر ويفتخر كونه ما زال يحتفظ بالعديد من الأعداد التي تذكره برجالات الحزب من أمثال عمر بن جلون والمهدي بن بركة وعبد الرحمان اليوسفي والسي محمد اليازغي، بل إن المناضل المرحوم السي أحمد حب الملوك لن يكون في نشوته وأنت ضيف عليه إلا إذا فاتحك في موضوع علاقاته المتعددة مع رجالات العمل النقابي والسياسي، ويذكر منهم محمد نوبير الأموي والحسين الكافوني ومحمد بوزوبع ......... ، وما تحفظه الذاكرة الحزبية بمدينة اليوسفية عن الرجل أنه كان متابعا للأحداث والتطورات والمشهد السياسي والاجتماعي بجميع تفاصيله، بل إنه كان يرقص فرحا ويتباهى بانتمائه الحزبي وبالخصوص حينما كان ينظم الفرع لقاء سياسيا مع أطر الحزب الوطنية. لهذا كله تقاطرت على مسجد حي التقدم كل الأطياف الحقوقية والسياسية والنقابية والجمعوية والمواطنين أثناء صلاة الجمعة يوم 2 يناير 2009 للصلاة على جنازة المرحوم والمشاركة في قافلة رحيله إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عبد الرفيق ، وانطلق الموكب الجنائزي على الأرجل من المسجد حتى المقبرة تحت هتافات المشيعين بالتكبير والصلاة على الرسول (صلعم) ، لكن المشهد الرهيب هو حينما قرر شباب حي التقدم الوقوف أمام مقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحي الحسني ليودع المرحوم المناضل السي أحمد حبالملوك رمزيا هذه البناية التي تشهد له بحسن النضال والسيرة الطيبة لرجل نذر حياته للعمل السياسي و النقابي الخالص وقدم في سبيل ذلك كل التضحيات .