خلصت الدراسة التي تكلف بها مكتب (دالوات) للأبحاث والدراسات حول الهيكلة الإدارية لجامعة كرة القدم، والتي صرف من أجلها مبلغ 60 مليون سنتيم، إلى كون جامعة الجنرال حسني بنسليمان تفتقد لسلك إداري منظم وفعال، وإلى كون هذا السلك يعاني ضعفا وتفككا بفعل أسباب يأتي في مقدمتها ضعف التكوين لدى العنصر البشري ، وافتقاده للكفاءة المطلوبة، والدراية الكافية بمتطلبات العمل الإداري الشامل والواضح. وظهر من خلال النتائج التي كشف عنها مكتب الدراسات الدولي، بأن أكبر جامعة رياضية بالمغرب، والتي تشرف على تدبير شؤون كرة القدم الوطنية، الرياضة الأكثر شعبية وصاحبة أعلى أرقام المعاملات المالية، أنها تحتاج إلى إعادة هيكلة تركيبتها الإدارية، عبر فسح المجال للطاقات ذات الكفاءة ، المكونة علميا وأكاديميا ، للإشراف على التدبير الإداري للجامعة، بدل مواصلة الاعتماد على موظفين لم يخضعوا لتكوين على هذا المستوى، ولم ينخرطوا في أية دورة تكوينية، كما أن معظمهم تم استقدامهم من وزارة الشبيبة والرياضة، بدون أن يتوفر أغلبهم على دراية بالعمل الإداري الخاص بميدان كرة القدم! ومعلوم أن التسيير الإداري داخل أية مؤسسة رياضية، خاصة بالنسبة لمؤسسات من مستوى عال ، كما هو حال جامعة كرة القدم، يجب أن يشكل الركيزة الأساسية والنواة الصلبة الضامنة للاستمرارية، التي من المفروض أن تتكلف بالسهر على تطبيق المخططات عبر عقلنة التسيير واعتماد النهج الحديث والتقنيات المتطورة. ارتباطا بهذا الموضوع، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، سباقا إلى إعطاء النموذج من خلال لجوء رئيسه جوزيف بلاتر، إلى الاعتماد على تقوية السلك الإداري عبر خلق إدارة تتشكل من مدراء يمسكون كل الملفات الإدارية والمالية، يشكلون الأرضية الدائمة المكلفة بتنفيذ خطوط الاستراتيجية العامة للفيفا. ويظل السؤال المثير في حالة جامعة الجنرال حسني بنسليمان، أنها لم تتخذ أي إجراء يهم إصلاح وضع الإدارة فيها، بالرغم من مرور قرابة سنتين على تقرير مكتب الدراسات الذي دعا إلى إعادة النظر في الهيكلة الإدارية لجامعة الكرة!