كان بإمكان البرلماني السابق لمولاي بوعزة، أو«الأحمر» بتمازيغت، أن يدعي أنه باني ضريح مولاي بوعزة! ولِمَ لا وهو الذي يحاول الركوب على مجهودات الآخرين بحثا عن ثقب يتسلل منه إلى جوقة الانتخابات المقبلة التي يظهر أنه يستعد إلى خوض غمارها في حملة سابقة لأوانها، وهذا أمر يبدو مفهوما هذه الأيام لدى جميع المتتبعين للشأن العام المحلي بمولاي بوعزة وسبت آيت رحو وحد بوحسوسن، ذلك بعدما فاجأهم الرجل بالانقضاض على خطوة هامة قامت «جمعية إثران» و«جمعية مبادرات» وهما جمعيتان تنمويتان محليتان بإنجازها وتقديمها في دراسة شاملة أمام جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، خلال زيارته للمنطقة، وفور اطلاع الوزير على الملف المقدم إليه على مستوى التخصصات والتكوين وعدد التلاميذ الذين غادروا الدراسة، هنأ الجمعيتين على مبادرتهما، ووعد ممثليهما بالسهر شخصيا على مشروع إحداث مركز للتكوين المهني بمولاي بوعزة، وخلال لقائه التواصلي مع مواطني المنطقة لم يغفل جمال أغماني التأكيد على استعداده التام لإخراج المشروع إلى حيز الوجود، وهو الإعلان الذي استقبله الحاضرون بتصفيقات حارة، وتم الاتفاق حينها على مواصلة التنسيق بين الجمعيتين صاحبتي المشروع والجماعة القروية لمولاي بوعزة. وتفعيلا لقولته أمام البوعزاويين يوم زيارته للمنطقة: «إن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم»، باشر جمال أغماني التزامه الصادق بإبلاغ الجهات المعنية على مستوى الجهة بملف المشروع، وفي ضوء ذلك حل عدد من المسؤولين بالبلدة، وعقدوا يوم الأربعاء 26 نونبر المنصرم، لقاء أوليا مع رئيس الجماعة القروية، وفور علم صاحبنا البرلماني السابق بهذه التحركات، انطلق في حملة تبشير بأنه صاحب مبادرة إحداث مركز للتكوين المهني بمولاي بوعزة، في استغلال واضح لرغبة سكان وشباب المنطقة في إنشاء هذا المشروع، ولعله عمد إلى المراهنة على أي شيء «يتصالح» من خلاله مع الساكنة التي أجمعت على أنه كبرلماني سابق تنكر للذين انتخبوه على إيقاع وعوده المعسولة، فأعطى ظهره للمنطقة المحاصرة بالتهميش والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، والمؤكد أن «الخرجة المفاجئة» لصاحبنا جاءت من باب الحقد الدفين على حزب وزير التشغيل، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي أعطى برلمانيا بالمنطقة. ولم يرف للبرلماني السابق جفن حتى نهج منطقه «في الحركة بركة» بخفة القافزين على الحواجز، وأفلح ساحره في عقد اجتماع (دون صفة) بالمندوب الجهوي للتكوين المهني ورئيس الدائرة ومسؤولين من العمالة، بمقر دار الضيافة التابعة للخيرية الإسلامية بمولاي بوعزة، وتعمد إقصاء دعوة الجمعيتين اللتين كان لهما الفضل في تدارس المشروع مع وزير التشغيل والتكوين المهني، ولم يكن يتوقع أن تفسد عليه الجمعيتان المشار إليهما طعم اجتماعه بالمسؤولين المذكورين، إذ قامتا ب«اقتحام» الاجتماع، حيث فضحتا صاحبنا ومراميه الانتهازية أمام الجميع، وأوضحتا أنهما صاحبتا المبادرة وتتوفران على الدراسة الشاملة لذلك، وبينما تم وضع النقاط على الحروف، لمح بعض المعلقين وقتها إلى ما يفيد أن الرجل قد يكون مارس استفزازه باستعمال قربه من مسؤول إقليمي لا يقبل طبعا بمثل هذه السلوكات، التي كان بديهيا أن تخلف استياء واسعا بين مختلف فعاليات المجتمع المدني. ومن آخر المفاجآت علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن صاحبنا البرلماني السابق اختار الإصرار على فكرته بمنطق «ولو طارت معزة» فارتدى قبعة الميدان الجمعوي، بصفة رئيس للجمعية الخيرية الإسلامية، ودخل بها اجتماعا عقد بالكتابة العامة لعمالة خنيفرة، صباح الخميس 11 دجنبر الجاري، وحضره إلى جانب الكاتب العام، أعضاء من جمعيتي «إثران» و«مبادرات»، ومسؤولون بالتكوين المهني والفلاحة والتعاون الوطني والصناعة التقليدية وقطاعات معنية أخرى، حيث تم تدارس حدود نجاح مشروع التكوين المهني بمولاي بوعزة، وشروط تسييره، والإشكالات المحيطة بآفاقه، وبمجرد أن تدخل ممثل «جمعية إثران» لإبداء بعض أرائه في الموضوع، انتفض صاحبنا البرلماني السابق فأخذ في اختلاق مناورات استفزازية لربح الوقت، وفي نقطة نظام طالب بمهلة لانجاز دراسة تخص المشروع، علما بأن الجمعية المذكورة كانت قد قدمت لوزير التشغيل، جمال أغماني، دراسة مستفيضة في الموضوع، والمؤكد أن المشروع سار على ضوء هذه الدراسة. وليس من السهل وصف الطريقة الهستيرية التي كان يتحدث بها البرلماني السابق في الاجتماع، في محاولة لاستدراج المتحدث باسم «جمعية إثران» إلى حرب مجانية بغاية تحويل الاجتماع إلى «جعجعة بلا طحين»، وفي انفعاله الزائد ما أكد لبعض الحاضرين نواياه السياسوية، وربما كان يرمي إلى إجهاض المشروع، من حيث لم ير فيه إلا «عملا اتحاديا» وليس إنجازا هاما لا ينبغي إضاعته، وكم ضاق صدره بعد اطلاعه على الاتفاقية التي تتعهد فيها الدولة، في شخص وزارة التشغيل، بالمساهمة في المشروع ب 80 % والمجلس الإقليمي ب 20 %، فيما تساهم الجماعة القروية لمولاي بوعزة بالمساحة الأرضية، وإحدى الجمعيتين بالبنى اللوجيستيكية والبشرية، والواضح أن صاحبنا البرلماني السابق لم يكن يهمه غير إغلاق الطريق على كل ما يحمل لون الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ لم تتقبل ديمقراطيته الخاصة أن يكون وزير التشغيل من هذا الحزب وكذلك رئيس الجماعة القروية ورئيس «جمعية إثران» والبرلماني الحالي، علاوة على ما رآه في «جمعية مبادرات» من فاعلية ودينامية ملموسة بشهادة الجميع.