قال وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني إن المغرب وألمانيا اتفقا على تعزيز علاقات التعاون بينهما في مجال الحماية الاجتماعية والصحة والسلامة أثناء العمل. وأشار السيد أغماني, إلى أنه تم الاتفاق خلال مباحثات أجراها في برلين, مع كاتب الدولة لدى الوزارة الفدرالية للتشغيل والشؤون الاجتماعية, السيد هانس جواخيم فوختيل, على تبادل الزيارات بين الوزارتين, لتجسيد التعاون في هذه المجالات وقال وزير التشغيل والتكوين المهني إن نواب الحزب في مجلس النواب سجلوا بإيجاب, خلال الاجتماع, الخطوات المتقدمة التي حققها المغرب, سواء في ما يتعلق بالمجالين الاقتصادي والاجتماعي أو على المستوى حقوق الإنسان. بدعوة من فرع مؤسسة فريديريك إيبرت بالرباط وبتنسيق مع فرعي المؤسسة في كل من بروكسيلوبرلين، قام جمال أغماني وزير التشغيل و التكوين المهني، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بزيارة عمل إلى كل من عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسيل والعاصمة الألمانية برلين استغرقت أسبوعا كاملا. وتميزت هذه الزيارة التي ضمت كل من عبد الرزاق الحنوشي رئيس ديوان وزير التشغيل ورئيس قسم التعاون الدولي بالوزارة السيد محمد باعلال ببرنامج مكثف من اللقاءات و المحادثات مع المسؤولين الأوروبيين والمسؤولين الألمان. وشملت المحادثات العديد من الملفات و القضايا المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي من جهة والمغرب وألمانيا من جهة أخرى. إذ عقد أغماني والوفد المرافق له عددا من اللقاءات همت مجال التشغيل والحماية الاجتماعية سواء في بروكسيل أو في برلين. وكانت الفرصة مواتية لعضو المكتب السياسي ووزير التشغيل لالقاء الضوء على الاجراءات التي سطرها المغرب، خاصة في مجال الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية (التأمين الصحي الإجباري) وجهوده المبذولة لمحاربة البطالة في أوساط الشباب، علاوة على إحداث المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا الصدد أوضح أغماني للمسؤولين الأوروبيين في اللجنة الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي، إضافة إلى البرلمان الأوروبي، مختلف الاصلاحات التي أقبل عليها المغرب في المجالات الآنفة الذكر، وهو الأمر نفسه في المحادثات التي جمعته والمفوض الأوروبي في مجال الشغل «لاسلو أندرو»، مبرزا تطابق وجهات النظر حول أهمية التعاون بين المغرب والاتحاد الأوربي، خاصة في مجال تنظيم تنقل الأشخاص بغرض العمل والتكوين المهني. أما في مجال تعزيز الحماية الاجتماعية للمهاجرين المغاربة المستقرين بالبلدان الأعضاء بالاتحاد الأوربي، عبر وزير التشغيل المغربي عن ترحيب المغرب بالقرار بالقرار المتعلق بتفعيل الفصل 65 من اتفاق الشراكة التي ينص بالأساس على منح العمال المغاربة الحق في الاستفادة من مجموع فترات التأمين والشغل أو الإقامة بالبلدان الأعضاء. وقد عبر الطرفين على تطوير هذا التعاون، بشكل يتم من خلاله تمكين المهاجرين المغاربة بأوروبا من الاستفادة من الفرص المتاحة حاليا في إطار الصندوق الاجتماعي الأوربي. وفي ما يتعلق بآفاق تطوير التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تم الاتفاق على تركيز التعاون أكثر على انجاز أهداف الشغل اللائق على النحو المحدد في أجندة منظمة العمل الدولية مع ايلاء اهتمام خاص لمسألة الصحة والسلامة في أماكن الشغل والتي تشكل تحديا حقيقيا بالنسبة للمغرب. وفي السياق نفسه صارت المحادثات مع المسؤولين الألمان، حيث تم في اللقاء الذي جمعه وكاتب الدولة الألماني لدى الوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية، «هانس جواخيم فوختيل»، الاتفاق على تبادل الزيارات بين الوزارتين، لتجسيد التعاون في هذه المجالات. لم تقتصر زيارة جمال أغماني وزير التشغيل و التكوين المهني، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي على المباحثات في مجال التشغيل فقط، بل تطرقت محادثات هذه الزيارة أيضا إلى قضايا أخرى تهم المجال السياسي والاصلاحات والأوراش الكبرى التي أقرها المغرب، حيث انصبت المحادثات في بروكسيل مع المسؤولين الأوروبيين حول بحث مختلف الاصلاحات التي باشرها المغرب في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما مكنت شكلت هذه المباحثات فرصة لوزير التشغيل أيضا للتطرق للوضع السياسي السائد في المنطقة الأورو متوسطية وخاصة في قطاع غزة بعد تصاعد أعمال العنف والتي ستكون لها تداعيات على مسلسل بناء فضاء أورو متوسطي مستقر ومزدهر. وفي سياق متصل أجرى السيد أغماني خلال هذه الزيارة، مباحثات مع رئيس البعثة المكلفة بالعلاقات مع البلدان المغاربية واتحاد المغرب العربي بالبرلمان الأوروبي السيد «بيير أنطونيو بانزيري»، ومنسق الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية السيد «رايمون أوبيولس،» ورئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية السيد «ماريو سيبي». وتميزت زيارته لبرلين بلقاء هام جمع عضو المكتب السياسي بعدد من النواب البرلمانيين المنتمين لفريق الحزب الاشتراكي الديموقراطي بالبندستاغ الألماني. حيث تطرق هذا اللقاء الذي حضره سفير المغرب ببرلين السيد رشاد بوهلال إلى الخطوات المتقدمة التي حققها المغرب، سواء في ما يتعلق بالمجالين الاقتصادي والاجتماعي أو على مستوى حقوق الإنسان. وقدم أغماني عرضا أبرز فيه التحولات العميقة التي شهدها المغرب خلال السنوات الماضية لتجسيد المشروع المجتمعي الديمقراطي والحداثي، عبر العديد من الاصلاحات منها مدونة الأسرة، و الطي النهائي لماضي انتهاكات حقوق الإنسان. إضافة إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و مشروع الجهوية الذي هو في طور التشاور مع مختلف الفاعلين السياسيين و فعاليات المجتمع المدني. لقد شكل العرض الذي تقدم به أغماني أمام الوفد البرلماني مناسبة لتقديم صورة مفصلة عن المشاريع الكبرى التي أنجزت أو تلك التي في طور الإنجاز في مجالات مختلفة منها مجال الفلاحة والسياحة والصناعة والصيد البحري والتجارة الداخلية والصناعة التقليدية والتكنولوجيا الرقمية، بالإضافة إلى الإستراتيجية الرائدة التي اعتمدها المغرب في مجال الطاقات المتجددة، النظيفة والمستدامة، خاصة الطاقة الشمسية. دون اغفال الحديث عن احداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهي الخطوة التي اعتبرت رائدة لدمقرطة الفعل الثقافي في المغرب. كما كان هذا اللقاء فرصة لعرض مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي طرحه المغرب كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء.