منذ مدة، استغلت مجموعة من الشاحنات فضاء فارغاً بجوار مدرسة سفير الكائنة بحي الفتح/ حي الاذاعة بمقربة من دوار نبيل بمقاطعة عين الشق، لتحوله إلى مزبلة ومطرح لنفاياتها «الصلبة»! ففي تحد صارخ لسكان المنطقة ولمسؤوليها من مجلس منتخب ومن سلطة محلية، تقوم هذه الشاحنات ، على مدار اليوم ، بإفراغ حمولاتها من الأتربة والأحجار وأجزاء من أعمدة البنايات «السواري بالحديد» في مشهد يوحي، كما لو أن الأمر يتعلق بعملية هدم كبيرة «لمجمعات سكنية سرية»، أو أن الأمر له علاقة بإحدى المقاولات التي من الممكن أن تستعد لتشييد إقامات عمرانية على أنقاض دور قديمة تم هدمها لإخلاء المساحة! السكان المتضررون احتجوا مراراً وتكراراً، وهم يرون «جبالا» من الأتربة والأحجار يتم إحداثها أمام مقرات سكناهم، مهددة بالانجراف في أية لحظة، خاصة مع تساقط كميات من الأمطار، إلا أنهم كانوا يفاجأون بجواب لا يعلمون مدى صدقيته من عدمها، إذ كان سائقو تلك الشاحنات يخبرونهم أن المخلفات هي «لأوراش» لمجلس المدينة، في الوقت الذي يتملص مسؤولو المنطقة من أمر إخلاء الساحة وإفراغها مما تشهده من مخلفات، ب «إلصاق» أمر القيام بهذه العملية ب «مجلس البيضاء» باعتباره وحده الذي له هذه «الصلاحية»! وبين هذا وذاك، يبقى الواقع أمراً قائماً أمام مرأى الساكنة التي تجد نفسها محاصرة بأطنان من ركام الأتربة والأحجار، في انتظار من يمكنه التدخل ليفك عنهم هذا «الحصار»!