سيكون بابا نويل سعيدا للغاية، لأنه لن يبلغ التقاعد، بل إن عمله الرئىسي هو أن يعمل إلى سن متقدمة، من أجل آخرين، كلهم أطفال، وبعضهم من الكبار. فلحد الساعة لم تستعمل البشرية بيروقراطيتها في تغيير وزيرها في قضايا الطفولة والتضامن العائلي والترفيه عن المنكوبين، معالي بابا نويل. لو كان بابا نويل مغربيا، أفترض أنه أنه سيكون سعيدا للغاية للمتقاعدين الذين سيواصلون العمل في وزارة المالية، والذين طلب وزير المالية، المسكون بشفقة الوزراء، مزوار، من الوزير الأول أن يحفظهم في مواقعهم. فهم يذكرونه بنفسه، كما أنهم يقيمون الدليل بأنه ضروري جدا للحياة، حتى في الدول التي لا تؤمن به تماما أو كليا. أي تلك الدول التي تلجأ بعض فصائلها إلى لغة تفيد بأنها لا تعترف به من قبيل، جاء «المدعو بابا نويل..»، واستلم ما اصطلح على تسميته ببابا نويل مهامه هذا الشهر من السنة، كما هي العادة. ومع نهاية السنة الحالية ركب السيد بابا نويل، الذي أجد صعوبة في الاعتراف به، مركبته السحرية، وقصد دار الوزارة الأولى. ومن هناك قرر أن يحمل بشرى لموظفين ساميين مغربيين كانا على وشك أن يغادرا، لولا أن «عاجلهما» بقرار فريد، مغلف بورق صقيل كما يليق بالهدايا. لقد قرر الأستاذ عباس الفاسي، بطلب من وزير المالية أن يبقي موظفين ساميين في موقعين هامين للغاية في منصبهما. وتم لأجل ذلك عقد اتفاق تعاقدي لكي يواصلان مهامهما. الأول هو القباج، والثاني هو أولباشا. وأقدر بأن الطفل الذي يتمنى في هذه النازلة هو صلاح الدين مزوار، وهو الذي نام الليلة قبل الماضية وهو يتمنى أن يأتيه بابا نويل بهدية. وجاءت الهدية، وكان قرار التمديد للموظفين الساميين، كما نشرنا في العدد الصادر من جريدتنا، لكي يواصلا مهامهما بالقرب من الشجرة الجميلة والمضاءة بشكل جيد. كان من المفروض أن يكون للوزارة تقليد الدفع بالأطر الشابة أو التي، على الأقل، مازالت تمارس عملها، أي لم تصل بعد إلى التقاعد، لكي تأخذ دورة الوظيفة العمومية سلاستها، ويمكن وقتها أن نتحدث عن إدارة تسعى إلى وضع الزيت في مفاصلها. غير أن بابا نويل اختار أن يدخل البهجة على آخرين، شابوا، مثله في الوزارة. لقد سبق للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي أن أصدر قرار بتمتيع كل المتقاعدين بتقاعدهم، وتمتيعهم بما يجب أن يتمتعوا به، شرفة في آخر العمر، الطويل طبعا، لكي يحكوا لأحفادهم ما فعلوه من أجل بلادهم. يذكر الكثيرون بأن 11 سفيرا كانوا يودون أن يعودوا إلى «خنادقهم» في الدول الصديقة والشقيقة، لكنهم عادوا بمقتضى هذا القرار إلى البلاد لكي يتمتعوا بتقاعد مريح في بلادهم، بالقرب من عائلتهم. ونعتقد بأن 11 سفيرا شابا أخذوا مقاعدهم. هي سنة جديدة تبدأ من آخر العمر، فطوبى لمن كان بابا نويل يعرف عنوانه.