مرت سنة 2011 الرياضية، ومع آخر ثانية في عمرها، بدت 2012 قادمة هائجة كبحر منتفض مهرول يحمل أسراره ومفاجآته.. ولأن ركوب البحر يفرض الاستعداد والتحضير، فمواجهة السنة الرياضية الجديدة بكل استحقاقاتها وتظاهراتها ومواعيدها، تتطلب من رياضيينا حسن التأهب والاستعداد... فهل تم الأمر، كما كان يفترض، وهل منحت لرياضتنا تلك المساحة المناسبة بشروطها وأجوائها لكي يصل رياضيونا لمستوى التحضير، في نهاية سنة 2011، الذي يناسب طموحنا ويلائم تطلعاتنا، ويوازي كذلك، وهذا أساسي جداً، ضخامة الإمكانيات التي رصدت لهاته الرياضة، وفي مقدمتها تخصيص 33 مليار سنتيماً من جلالة الملك لإعداد نخبة رياضتنا. وككل أسرة، ينتظر أفرادها من الوصي عليهم، عند كل عيد وعند كل نهاية سنة، هدايا تكافؤ مجهودهم طيلة السنة، وتحفزهم وترسم لهم تلك الطريقة الواضحة للسنة الجديدة، تطلع أفراد أسرة رياضتنا الوطنية لما قدمه وما سيقدمه بلخياط الوزير الوصي... «بابا نويل ديال الرياضة» لم يخيب الظن، وأصر قبل أيام معدودة من توديعنا، على منح رياضتنا هداياه الكثيرة.. هدايا تحمل من «السم» أكثر من أي شيء آخر... «بابا نويل ديال الرياضيين»، أهدى ميدالياتنا الأولمبية مقابلا زائداً ب 200 مليون سنتيم، الأمر لم يكن صعباً على وزير لم يكن مطالباً سوى بتوقيع وإمضاء، والبقية يتحملها ويتكلف بها «بيت المال»! «بابا نويل ديال الرياضيين» اشتغل «المسكين» لفترة طويلة في إصلاح وترميم معهد مولاي رشيد، بغلاف مالي لم يتجاوز عشرة ملايير سنتيماً لاغير!! وظل «الخديم المتواضع» يراقب تلك الإصلاحات غير مبال بتعب التنقل من بيته لمكتبه ثم للمعهد عبر سيارة متواضعة وعادية كما يقول، من نوع «الأودي أ8»، والتي لم يكن كراؤها يتجاوز تسعة ملايين في الشهر فحسب!! «بابا نويل ديال الرياضيين» ابتدع وأهدانا مؤسسة لرعاية أبطالنا الرياضيين... أمر مسؤولي شركتي «المغربية للألعاب وسونارجين» بضم أموال كثيرة في صندوقها، وعين نفسه حارساً عليه، كما عين أحد أفراد أسرته مساعداً أولا له وبراتب أربعة ملايين ونصف في الشهر لا أكثر!! «بابا نويل ديال الرياضيين»، قدم للبيضاويين هديته الخاصة ووعدهم بناء مركبهم الرياضي الكبير.. وظل يغير موقع المشروع من مكان لمكان، حتى يئس البيضاويون من معاينة هديتهم... ولأنه يحبهم، وليعوضهم، وعدهم بتكريم نجمهم ونجم كرة القدم الوطنية عبد المجيد الظلمي... عقد لقاءاته، نظم ندواته... وفي الأخير، اصطدم البيضاويون بتبخر الهدية!! ولأن هداياه أخطأت الموعد، ولم تنل إعجابا، تطوع رياضيون آخرون، لا يملكون «عقلية مريكانية» ومنحونا في نهاية السنة، ميداليات وكؤوس بعرقهم وبكدهم، ومنحونا قانوناً جديداً، وعناوين بارزة تؤسس لحق رياضتنا في دستورنا الجديد.. فمرحبا بهديتهم، وتحية لهم.. وبكل التوفيق لهم... وعليهم نعتمد في سنة رياضية جديدة ناجحة ومتألقة لا تلتفت لهدايا «بابا نويل» المسمومة!!