بايعوه و باعوا له كل شيء وقف جندي بزيه المضمخ دما ليس ليقول : أنا واحد من المليون شهيد بل ليصرخ… ويمزق بدلته المحرفة من زي عربي برنوصي وبزة فرنسية ويعري رأسه ويرمي بعمامته ويقفز إلى باب المقبرة تلك التي أريد لها بقدرة قائد أن تكون جماعية بقلب معصور : أنا لم أكن شهيدا أنا ورفاة هؤلاء سقطنا وفاءاً للوطن … وطن مخطوف من الكل ، « سقطنا برصاص عقيد بعد أن جردنا من رصاصاتنا ورمى بنا في هذه الحفرة التي حفرناها بسواعدنا !؟؟ … جردونا من حياتنا غدراً وركبوا سيارات فارهات متبجحين بأننا مليون شهيد سقطنا بدبابات عدو بايعوه و باعوا له كل شيء « ذابت صورته في الحفرة حفرة الغدر والخيانة وتلاشى كسراب في فضاء يبعث على البكاء … بقي العقيد يتمختر بدم المغدور ويشرب عرق أحفاده… منتشيا بسيجار كوبي ونفط وغاز من دم يملأ حفرة العار !!! زارتني ذاتَ يومٍ سَقطتْ مني نقطة نوم فتبعها شلال من الأحلام هي أحلام يقظة ترقص فيها أشباح زارتني ذاتَ يومٍ خَلُصْت إلى أنها أشباح خير لَمْلَمَتْ نقْطَةَ النَّومِ ورَدَّتْها إلي بحنانْ عدت من مكان قريب عدت من مكان سحيق أبحث عن ظل وسط بيداء من الثلج عدت من مكان سحيق أومن بنشر المحبة في براري الحب وأشعل ما تبقى من زيت في فضاء مدلهم عدت من مكان سحيق استقل قطارا في صحراء يتوه فيها عقرب وسحلية يبحثان عن ضب نهم عدت من مكان قريب إلى قلوبكم وأرواحكم به سكينة يسقيها الإله من بين الأمكنة السحيقة والمكان القريب من أبراجكم الدافئة بالخير و السعادة …