وكالات في تصعيد جديد، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي رفح وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر في جنوبغزة ما أدى إلى توقف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، في تطور وصفته واشنطن بأن ه «غير مقبول». من جهتها، أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» إن مصر أبلغت إسرائيل «بخطورة التصعيد» بعد السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، مشددة على أن «مصر جاهزة للتعامل مع السيناريوهات كافة». وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة، حسب آخر حصيلة، إلى 34844 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وأكدت الوزارة في بيان «وصل للمستشفيات 55 شهيدا و200 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية» حتى صباح الأربعاء، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 78404 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر. وأوضحت «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم». ويثير تحضير إسرائيل منذ أسابيع لشن هجوم بري واسع على رفح مخاوف دولية على مصير نحو 1,4 مليون فلسطيني تضيق بهم المدينة، بحسب الأممالمتحدة، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع بسبب الحرب. وأكدت الأممالمتحدة الثلاثاء أن إسرائيل منعتها من الوصول إلى معبر رفح، بوابة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية الحيوية لسكان غزة من مصر. وفي مصر «منعت مئات الشاحنات المحملة بالوقود والمساعدة الإنسانية» من الدخول بعد إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، بحسب مصادر مصرية. وعلى الإثر، قالت الأممالمتحدة إن مخزونها من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية في قطاع غزة يكفي ليوم واحد فقط. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل بإعادة فتح المعبريين «على الفور» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، داعيا حكومة الدولة العبرية إلى «وقف التصعيد». من جهتها، قالت حماس الثلاثاء إن «الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم واستهداف المستشفيات والمدارس بعدوانه على شرق رفح». وفي القاهرة تعقد محادثات جديدة غداة موافقة حماس على مقترح لوقف إطلاق النار تقدمت به مصر وقطر. ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع قوله «هناك توافق بين جميع الأطراف للعودة إلى المسار التفاوضي». في غضون ذلك، أفاد مراسل لوكالة فرانس برس بتعرض رفح مساء الثلاثاء لضربات جوية. وكان القصف ليل الاثنين على المدينة أوقع 27 قتيلا على الأقل بحسب اثنين من مستشفيات رفح. وقال مسؤول في حماس إن محادثات القاهرة قد تكون «الفرصة الأخيرة» لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وأوضح القيادي في حركة حماس خليل الحية لقناة «الجزيرة» القطرية أن المقترح يتضمن ثلاث مراحل، مدة كل منها من 42 يوما، «بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار»، مضيفا أن الصيغة تشمل «انسحابا كاملا من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى». وترفض إسرائيل الانسحاب الكامل لقواتها من غزة والوقف الدائم لإطلاق النار، قائلة إن الهدف هو «هزيمة» حماس لكي لا تتكرر أحداث 7 أكتوبر.