دعوا لإحداث مستشفى محلي يجيب عن الاحتياجات الصحية للساكنة بشكل عام تتميز أعالي جبال الأطلس الكبير الشرقي في إقليم ميدلت بتساقطات مهمة من الأمطار والثلوج في موسم البرد، وضمنها منطقة إملشيل المتواجدة بهذه السلسلة الجبلية، التي تسجل أثناء تهاطل الثلوج حالات للوفيات المتكررة في كل سنة، في صفوف النساء الحوامل ومواليدهن، بسبب ضعف أو غياب التجهيزات الطبية الضرورية والأطباء في التخصصات المطلوبة، وهي المعاناة التي تشمل المسنين وعموم المرضى الذين تنقطع عنهم السبل. هذه الوضعية، التي تتكرر فصولها، تجعل مناطق املشيل تشهد في أكثر من مناسبة خرجات احتجاجية، للتنديد بالظروف المزرية التي توجد عليها المراكز الصحية بمختلف مناطق الدائرة، وبحسب تصريحات فاعلين جمعويين بالمنطقة ذاتها، فإن الساكنة تعبّر في العديد من المرّات عن عدم رضاها بالوضع الصحي، الذي تصفه بالمتردي، والذي تعتبره لا يستجيب للمتطلبات الصحية الأساسية في حال تساقط الأمطار والثلوج، مما يؤزم وضع الساكنة، خاصة منها النساء الحوامل اللواتي لا يجدن الظروف الملائمة للوضع. وأكد عدد من الفاعلين في تصريحات للجريدة، أن الساكنة تطالب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ب «إقامة مستشفى محلي بإملشيل، وتجهيزه بأحدث التجهيزات الطبية وقاعات العمليات وأطباء متخصصين و ممرضين مؤهلين»، مشددين على أن هذا المطلب يعتبر أساسيا، والهدف الأساسي منه هو «إنقاذ النساء الحوامل من شبح الموت الذي يتربص بهن في كل وقت وحين وعبر سنوات، خاصة خلال فصل الشتاء»، مؤكدين على ضرورة أن يتم «توفير كل المعدات الطبية اللازمة، وأن يتم تعيين أطر طبية لها كفاءات مهنية مع الحرص على ضمان التكوين المستمر للأطر العاملة». وتعيش ساكنة المناطق الجبلية صعوبات متعددة وعلى أكثر من مستوى، وتتفاقم حاجياتها الصحية خلال هذه الفترة بشكل أكبر، بالرغم من المبادرات التي يتم القيام بها خلال كل موسم برد، نظرا لوعورة المناطق والتحديات والإكراهات التي تفرضها، وهو ما يجعل من المواطنين بهذه الرقعة الجغرافية، يشددون على مطلب تقريب الرعاية الصحية الدائمة، لتجنب التنقل لمسافة تقدر بأكثر من 100 كيلومتر، للوصول إلى اقرب مستشفى، وهو الأمر الذي لا يتسم دوما بالسهولة، وبالتالي يصبح الولوج إليه أمرا مستعصيا.