في ظل تداعيات ما بعد فاجعة الزلزال الذي عصف بمواطنينا في كل من الحوزشيشاوةتارودانتورزازات وازيلال، تعبر كلية علوم التربية جامعة محمد الخامس عن انخراطها الجاد والمسؤول ليس فقط في التكوين والتأطير والبحث العلمي وإعداد أجيال في تخصصات علوم التربية فقط، بل لطالما بصمت إسمها في مبادرات نوعية وإنسانية بهدف التوعية والمتابعة النفسية خاصة في زمن الكوفيد. وعلى إثر الزلزال العنيف الذي ضرب عددا من المناطق المغربية، يوم الجمعة المنصرم، والذي كان مركزه جماعة إغيل بإقليم الحوز، وخلف آثارا مادية وبشرية جسيمة، ورد في بلاغ لكلية علوم التربية ووعيا منها في المساهمة في جهود الإغاثة والتضامن استجابة للتوجيهات الملكية السامية، بهدف التخفيف من معاناة أهالينا في المناطق المتضررة، تعلن كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط حسب ذات البلاغ، عن إطلاق قافلة متنقلة للدعم النفسي عن قرب، بمساهمة الأخصائيين المتطوعين أعضاء خلية الدعم النفسي بالكلية، لفائدة منكوبي هذه الكارثة الطبيعية بعدد من الدواوير التابعة لإقليم الحوزوتارودانت، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 12 شتنبر 2023. وتهدف هذه القافلة التضامنية حسب البلاغ نفسه، إلى توفير خدمات الدعم النفسي للتخفيف من حدة الآثار النفسية والاجتماعية، والتمكين من استراتجيات تحسين الوضع النفسي للضحايا خاصة من الأطفال والنساء، الذين عاشوا تجربة قاسية وصادمة جراء هذه الأحداث الأليمة. وقد صرح السيد عبد اللطيف كداي عميد كلية علوم التربية جامعة محمد الخامس بالرباط على أن خلية الدعم النفسي لكلية علوم التربية قد تأسست إبان فترة الحجر الصحي بعد تفشي فيروس كورونا، وأبلت البلاء الحسن مع المواطنين المغاربة، حيث راكمت تجربة كبيرة في تدبير الأزمات النفسية المترتبة عن الكوارث بصفة عامة، واستمرت في العمل بعد كوفيد في مواكبة الطلبة كخلية للإنصات والتوجيه والإرشاد. والآن يشهد بلدنا كارثة جديدة تمثلت في هذا الزلزال المدمر الذي لم يدمر المنازل فقط، بل دمر أيضا النفسيات وخلق أوضاعا اجتماعية ونفسية صعبة للمنكوبين، يرى عميد كلية علوم التربية د. كداي أنه من الواجب عليهم ككلية أن تتوفر على عدد من الأخصائيين النفسانيين المتمرسين في الميدان وأن يلبوا نداء جلالة الملك وأن تساهم كلية علوم التربية في الجهود الوطنية للتخفيف من معاناة منكوبي هذا الزلزال خاصة الأطفال والنساء لما تتميز هذه الفئات من هشاشة. لذلك تم تجنيد كل الإمكانيات حسب السيد العميد، وكل ما هو من صميم الاختصاص، للمساهمة بجانب الأطباء والفرق الصحية المتنقلة للتخفيف من معاناة أبناء وبنات وطننا بعد هذه الكارثة الطبيعية المدمرة. هذا وقد أشار عميد كلية علوم التربية د. كداي أن الأساتذة المتطوعين المشاركين في هذا البرنامج هم علماء نفس وأخصائيون مقتدرون ومكونون بمستوى جد عالي ويتوفرون كذلك، على خبرة كبيرة ومحترمة متمنيا لهم كامل التوفيق في هذه المهمة النبيلة. في ذات السياق، أجمل الدكتور حمزة شينبو أستاذ علم النفس الإكلينيكي بكلية علوم التربية أن من بين أهداف الخلية: 1. توفير الدعم النفسي للأطفال والشباب والأسر. 2. تزويد الأطفال باستراتيجيات تدبير ضغط ما بعد الصدمة. 3. توفير تكوين للمجتمع المدني في الإسعافات النفسية الأولية. ويرى الدكتور شينبو بأن دور الخلية هو المساهمة في التخفيف من الآثار النفسية للزلزال وذلك من خلال تقديم الدعم النفسي بالاعتماد على ورشات الرسم وورشات التعبير الانفعالي والجسدي وكذا استخدام تقنيات التقليل من الحساسية الانفعالية مع توفير أنشطة نفسية حركية للأطفال. وتأتي هذه المبادرة بحسب د. شينبو لمساعدة الأطفال على تجاوز الأحداث الصدمية من خلال إنعاش الذاكرة وتحرير الانفعالات. وبما أن الأطفال قد انقطعوا عن الدراسة فإنهم سيحتاجون للدعم الفوري نفسيا وتربويا، من هذا المنطلق ارتأينا بحسب د. شينبو أن تجمع أنشطة الخلية بين النفسي والتربوي كما أن خبرة أخصائيي الخلية ستكون رهن اشارة الشباب والراشدين بعين المكان لتقديم الدعم النفسي والعلاجات النفسية الفعالة والمختصرة. أما النسبة للسقف الزمني ستمتد خدمات الخلية عبر مراحل: _ المرحلة الأولى منطقة الحوزوشيشاوة لمدة خمسة أيام. _المرحلة الثانية خمسة أيام بتارودانت والنواحي. جدير بالذكر أن خلية الدعم النفسي تتكون من أساتذة التعليم العالي المتخصصين في شتى تخصصات علم النفس والناطقين باللغة الأمازيغية، وتضم كلا من الدكتور مصطفى أوسرار أستاذ علم النفس التربوي والدكتور زكرياء بدري أستاذ علم النفس المعرفي والدكتور عبد لله آزور أستاذ علم النفس التربوي والدكتور عبد لله المطيع أستاذ التربية الفنية بكلية علوم التربية.