قافلة تضامنية للدعم النفسي لضحايا "زلزال الحوز"، انطلقت من كلية علوم التربية بالرباط، ضامّة أساتذة متخصصين، في سبيل "التخفيف من حدة الآثار النفسية والاجتماعية، والتمكين من استراتيجيات تحسين الوضع النفسي للضحايا خاصة من الأطفال والنساء". وعقب "التجربة القاسية والصادمة جراء هذه الأحداث الأليمة"، أعلنت الكلية هذه المبادرة من أجل الإسهام في "التخفيف من معاناة أهالينا في المناطق المتضررة"، ضامة أساتذة متطوعين، متخصصين في علم النفس، وعلم النفس التربوي، وعلوم التربية. حمزة شينبو، منسق خلية الدعم النفسي، قال إن كلية علوم التربية قد "أسست خلال جائحة كوفيد خلية للدعم النفسي عن بعد، ثم بعد نهاية الأزمة حولناها إلى خلية للدعم النفسي موجهة إلى الطلبة والعاملين بالكلية، بنشاط يستمر طوال السنة، لتقديم خدمات العلاج النفسي في مجال الاضطرابات التي يعيشها الطلبة؛ مثل الاكتئاب والقلق والضغط النفسي، والوساطة الاجتماعية ومحاربة العنف، وفي مجال صعوبات التعلم التي تواجه الطلبة، وتدريب الطلبة على مهارات الحياة". وبالتالي، أضاف الأستاذ في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "عندما جاءت أزمة الزلزال والكارثة الطبيعية، باقتراح وإشراف من الأستاذ العميد، تم توجيه الفريق للتفكير في تقديم هذه الخدمات النفسية ميدانيا للناس الذين عانوا من الأزمة ومن الزلزال وآثاره النفسية". وتابع: "عندما تحدث فاجعة طبيعية تؤدي إلى ردود فعل نفسية، تصنَّف ضمن اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة"، وبما أن خصوصية الكلية هي علم النفس التربوي فإن القافلة "ستقدم هذه الخدمات للأطفال ميدانيا، خصوصا وأن الدراسة في المناطق المتضررة متوقفة، وهم في مراكز، ومنهم من فقدوا أسرهم". القافلة النفسية، المنطلقة اليوم الثلاثاء، من المرتقب أن تقدم "خدمات مباشرة للدعم النفسي، تتمثل في التربية النفس-حركية، والتفريغ الانفعالي للطاقة السلبية والأفكار المرتبطة بالصدمة والحدث، وورشة للتعبير عبر الرسم لأن لنا أساتذة متخصصين في تحليل رسومات الأطفال، مع دفعهم للتفريغ عبر الرسم والتعبير الجسدي والمسرح، حتى لا يبقى هذا الحدث الضاغط مخزنا في ذاكرتهم؛ لأنه في حالة الأزمة لا تسجل الذاكرة الحدث بطريقة زمنية، بل يبقى، وهو ما تنتج عنه كوابيس وردود أفعال أخرى". ومن المناهج المبرمجة أيضا ل"التخفيف من حدة الأزمة على الأطفال"، وفق منسق القافلة، "العلاج عن طريق الحكي والقصص؛ وهو ما يسمح للأطفال بنسج قصص، لنخرج من خلالها تمثلاتهم وإدراكهم للحدث وما وقع من فقد". ومن المرتقب أن تحطّ هذه القافلة رحالها في محطةٍ أولى هي تحناوت، ثم المناطق المفتوحِ الولوجُ إليها من قبيل إغيل، للاقتراب من "المراكز الميدانية التي يوجد بها الأطفال والعائلات"، قبل الانتقال في مرحلة ثانية إلى شيشاوة وتارودانت.