تقرر رسميا إغلاق مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء لمدة 15 شهرا من أجل إعادة تأهيله وإصلاحه بشكل شامل كي يكون جاهزا لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية. ومن شأن هذا المستجد أن يفرض على فريقي الوداد والرجاء الرياضيين البحث عن ملعب لخوض مبارياتهما طيلة الموسم الجاري ومنتصف الموسم المقبل، مع ما يترتب عن ذلك من أعباء مادية جسيمة، حيث ستقل مداخيل التذاكر، فضلا عن مصاريف التنقل، في حالة تمت برمجة المباريات بعيدا عن العاصمة الاقتصادية. وسيتعين على الفريقين البيضاويين انتظار انتهاء عملية تأهيل مركب العربي الزاولي، من أجل استغلاله، حيث سيخضع هو الآخر لعملية إصلاح، يساهم فيها مختلف الشركاء، بما فيهم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، رغم أن مقاطعة عين السبع رفضت تفويته لشركة صونارجيس، كما سيقوم مجلس المدينة أيضا بتأهيل ملاعب مولاي رشيد وتيسيما والعربي بنمبارك، في أفق استغلالها كفضاءات للتداريب في حال حظي المغرب بشرف تنظيم أمم إفريقيا. وحسب تصريح لأحد مسؤولي مجلس المدينة لإحدى المحطات الإذاعية الخاصة، فإن مركب محمد الخامس سيغلق أبوابه مباشرة بعد مباراة الرجاء الرياضي واتحاد تواركة، عن الدورة الرابعة من الدوري الاحترافي، والمقررة يوم الأحد 24 من الشهر الجاري، على أن تنطلق أشغال الإصلاح مع بداية شهر أكتوبر المقبل، مباشرة بعد انتهاء الدراسات التي تسهر عليها إحدى الشركات الخاصة. وأشار المصدر ذاته إلى أن الملعب كان مقررا أن يغلق أبوابه في الأسابيع القليلة الماضية، لكن الأمر تعذر بسبب تأخر الشركة في تقديم نتائج الدراسات التي قامت بها، وكذا تأخر عملية التفويت من كازا إيفنت إلى صونارجيس، التي أصبحت مكلفة بعملية التدبير. ومن المنتظر أن تتم أعمال الإصلاح في غضون 15 شهرا، وهي مدة كافية لجعل هذه المعلمة الكروية جاهزة وفي أحسن حلة، خاصة وأنها تتواجد ضمن ملاعب الملف المغربي لاحتضان مونديال 2030، وكذا نهائيات أمم إفريقيا 2025 في حال أسند تنظيمها للمملكة المغربية. وتشير مصادر من داخل مجلس المدينة إلى أن عملية الإصلاح ستكون شاملة، لكنها لن تستدعي هدم المركب بالكامل، بل سيقتصر الأمر على بعض البنايات، بالإضافة إلى تغيير المعدات. وتنص الاتفاقية، التي تم بموجبها منح تأهيل وتدبير وصيانة المركب الرياضي محمد الخامس والمرافق التابعة له إلى الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية "صونارجيس"، على تأهيل الملعب وفق المعايير الدولية المتعارف عليها، حتى يكون مؤهلا لاحتضان مختلف التظاهرات الرياضية الكبرى وكذا احتضان منافسة كأس إفريقيا 2025 في حالة فوز المغرب بشرف تنظيمها، مع تحمل الشركة لمسؤولية تدبيره وتسييره وصيانته طيلة مدة سريان الاتفاقية. وتلتزم «صونارجيس» وفق الاتفاقية بالاستغلال والتسويق والإدارة الفنية الجيدة للأنشطة والفعاليات الرياضية مع الحرص على إقامتها في ظروف آمنة وبمستوى مشرف، ووضع برنامج لصيانة المباني والمعدات مع تجديدها، والتنسيق مع الأندية الرياضية والاتحادات والجامعات والمؤسسات والجمعيات الرياضية الأخرى التي تستفيد من المركب ومن مختلف المرافق التابعة له. وستكون الشركة ملزمة كذلك بالإشراف على تدبير تذاكر مختلف التظاهرات والفعاليات الرياضية التي يحتضنها المركب والمرافق التابعة له، وتحمل كافة مصاريف التدبير والتسيير والصيانة الاعتيادية للمركب ومختلف المرافق التابعة له، والعمل على ضمان مداخيل قارة للمركب من خلال البحث عن شراكات وربط عقود إشهار أو من خلال كراء مرافق وواجهات المركب. بينما تلتزم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتمويل برنامج تأهيل الملعب ومرافقه بميزانية إجمالية تقدر ب250 مليون درهم، في ما تلتزم ولاية جهة الدارالبيضاء-سطات بتتبع تنفيذ هذه الاتفاقية وبتقديم المساعدة اللازمة للشركة وتسهيل عملية إخلاء المركب وتحرير كافة المرافق التابعة له والمستغَلة من طرف الأغيار.