عقدت منظمة النساء الاتحاديات مساء الخميس الماضي برحاب مسرح محمد الخامس بالرباط احتفالية مهمة بعيد المرأة الأممي والذي احتفت به المنظمة على شكل عرض مسرحية طير الليل للمخرجة والمبدعة نعيمة زيطان التي لها باع طويل في محاربة كل أشكال الذكورية والحيف ضد النساء من وإلى الركح. وقد حضر العرض المسرحي ثلة من المثقفين والمبدعين والمناضلين يتقدمهم أخينا الكاتب الأول ادريس لشكر، وقد سبق العرض المسرحي كلمة بإسم الكتابة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات تلتها الكاتبة الوطنية للمنظمة الأخت حنان رحاب والتي دبجتها بقولة للشيخ الأكبر ابن عربي: المكان الذي لا يؤنث، لا يعول عليه. حيث اعتبرت في مستهل كلمتها أننا في منظمة النساء الاتحاديات، ونحن نتحاور حول أفضل الصيغ الممكنة لتخليد اليوم العالمي للمرأة هذه السنة، حول ضرورة إيلاء التعبير الفني والإبداعي المكانة التي يستحقها، باعتباره من الواجهات الأساسية للدفاع عن قيم الجمال والفضيلة والحرية. وقد اعتبرت الكاتبة الوطنية الأخت حنان رحاب بأن الفن هو صرخة الكائن في وجه كل محاولات التنميط، والفن هو في عمقه إبداع يرفض التكرار وإعادة الإنتاج، لأنه قائم على الانزياحات وخرق المألوف. نحتاج اليوم للفن أكثر من أي وقت مضى، حسب ذ. حنان رحاب لكي نستعيد إنسانيتنا التي فقدناها في زحمة اليومي واللهث وراء المادي المفصول عن المعنى. لذلك اليوم نحن هنا، من أجل إعطاء المعنى لما نناضل من أجله، ولما نترافع بخصوصه، ولما نصبو له من أفق نسائي إنساني، من أجل معنى للمساواة المأمولة، من أجل معنى لوجودنا في أفق تشييد عالم مؤمن بالاختلاف كتعبير عن الحرية والعدالة والمساراة والكرامة. هذا ولم تفوت الكاتبة الوطنية الفرصة دون أن تقدم التحية في حضرة المبدعة أبدا ودوما الأستاذة نعيمة زيطان، كما رسمتها بأنها واحدة من صناع الإبداع والمعنى، واحدة التي واجهت الذكورية بالمسرح ومن أجل المسرح، فإذا كان ابن عربي قد قال بأن المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه، فنعيمة زيطان قالت بلغتها الخاصة: الركح المسرحي الذي لا يؤنث فهو باطل. كما حيت الكاتبة الوطنية كل المبدعات: جليلة التلمسي، هاجر الحامدي، بشرى شريف، ساندية تاج الدين، عواطف زيطان، نجاة. نشكرهن على هذا الكرم النسائي الباذخ والبهي. وبالطبع لا ننسى: يوسف العرقوبي، محمد حيلوة، محمد عسيلة. فوراء كل خشبة نسائية رجال مؤمنون بأن المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه. هذا، وقد قاربت المسرحية المعروضة بمسرح محمد الخامس، والتي تعتبر مسرحية نسائية صرفة، عدة قضايا تتعلق بمعاناة النساء المغربيات ضحايا ظاهرة زواج القاصرات اللواتي يعانين الأمرين بسبب التطبيع مع هذه الظاهرة في الوقت الذي وجب على الدولة والأسرة والمحتمع حمايتهم من كل أشكال الاستغلال الجنسي والجسدي والنفسي، كما تعرضت المسرحية لمشاهد أليمة ترتبط بظاهرة الاتجار بالبشر خاصة النساء في وضعية هشاشة في مقاربة فنية وجمالية وابداعية تكسر هذا الطابو وتعري المجتمع من الداخل بكل خدوشه وآلامه.