أعلن نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب الشاعر إدريس الملياني في رسالة عممها يوم الثلاثاء، عن انسحابه من اللجنة التحضيرية والمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، وهي الرسالة التي وضح فيها أسباب انسحابه والظروف العصيبة التي تمر منها منظمة الكتاب المغاربة. وجاء في رسالة نائب الرئيس أنه « منذ انتسابي أيام الطلب الجامعي في منتصف الستينيات، لم أدخر وسعا وعملا بما أوتيت من وجد وجهد لما أسميته دائما باتحاد تحاب الكتاب، وطالما كنت فخورا بانتخاب التحاب، عضوا في مكاتبه المركزية والتنفيذية لعدة ولايات. ولأول مرة في تاريخ اتحاد تحاب الكتاب، قمت بصفتي نائبا للرئيس، بتفعيل دوره القانوني _الفودفيلي_، وذلك بالدعوة لاجتماع من تبقى من جنود المكتب التنفيذي، والإجماع على الاستمرار والإصرار على إنجاح المؤتمر الاستثنائي، والحرص الشديد على استدعاء جميع أعضاء المكتب التنفيذي، المستقل والمتنحي أو المبعد منهم، وبالدعوة أيضا إلى اجتماع اللجنة التحضيرية، الموسعة، التي ترأسها وأدارها نائب الرئيس، وألقى فيها خطابا طويلا كان مؤثرا باعتراف الجميع ، تقريبا، وهو الذي اقترح لها رئيسا آخر، غيره، من قدماء وحكماء اتحاد تحاب الكتاب، ثم ما لبث أن انسحب منها، لما كثرت الانسحابات والغيابات، ولم تفلح في المرتجى والمؤمل منها» وأضاف الملياني أنه بعد فشل كل هذه المساعي والظروف التي أحاطت بالتحضير لعقد المؤتمر 19 الذي كان مومعا عقده أيام 25-26-27 يناير الفارط وتم تأجيله الى أجل غير مسمى، والذي عبر عن ذلك في رسالته ب» أنه حتى هنا والآن قيد التأجيل إلى أي أين وحين»، أضاف أنه «وفاء لاتحاد تحاب الكتاب، واحتراما لجميع أعضائه، ورفضا لإقحامي رغم أنفي في احتراب أو حساب أي طرف أو حلف من أحقاد اتحاد الكتاب، وحرصا أيضا على سمعتي الشخصية، التي طالما كانت محط اللوم والعتاب وحتى موضع النقد الشديد، على موقف التشبث العنيد باتحاد تحاب الكتاب العتيد، إلى حد أن كل هذا التحاب المثالي بات للأسف من قبيل تحاب السباب. ولذلك أعلن مرة ثانية وأخيرة انسحابي النهائي، من عضوية اللجنة التحضيرية الحالية والمكتب التنفيذي، واستعدادي الدائم الوفاء والعمل من أجل اتخاذ الممكن والمحال لإنقاذ اتحاد تحاب الكتاب والقيام بالحساب أمام جمعه العام ومؤتمره المجهض، والمؤجل، والمقبل، لا محالة، وفقا للمثل القائل : إن أخطأت فخطئني وإن أصبت فصوبني! « وكان الملياني قد قدم استقالته، أيضا، في دجنبر 2019، كنائب للرئيس من المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية الموسعة. وكان انسحابه، وقتها، قد جاء بعد دعوة كان قد وجهها لعقد اجتماع طارئ لما تبقى من أعضاء المكتب التنفيذي للبحث عن سبل للخروج من الأزمة الخانقة، وحالة الجمود التي يعيشها الاتحاد منذ توقف مؤتمره التاسع عشر الذي كان من المقرر أن ينعقد يونيو 2018 بطنجة. كما علل الملياني انسحابه بأن جميع محاولاته هاته « لم تفض إلا إلى المزيد من الانتظارات والانسحابات والغيابات، المتتالية لكثير من قادة «اللجنة التحضيرية الموسعة" بغض النظر عن الاختلاف في سندها الشرعي من عدمه». استقالة الشاعر الملياني لا يمكن قراءتها خارج سياقها العام المتمثل في الصراعات والخلافات الحادة التي نشبت بين أعضائه، سواء داخل المكتب التنفيذي أو خارجه، بعد الإعلان عن تنظيم مؤتمر الاتحاد 19 بالعيون الشهر الماضي، والذي تم تأجيله بعد الإنصات الى أصوات الحكمة والعقل التي رفضت أن يعقد المؤتمر في مدينة وتحت يافطة قضية وطنية محط إجماع المغاربة، خاصة أن المؤتمر كان يحمل داخله أسباب فشله وهي النتيجة التي لا يمكن لأي غيور على هذه المؤسسة الثقافية استساغتها بعد فشل مؤتمر طنجة في 2018 والذي راكم من الخلافات والاحترابات الشيء الكثير الذي لا يمكن الا أن يعصف بتاريخ هذه المنظمة إذا تم تغييب منطق الحوار والتوافق بين أعضائه، والاحتكام الى أرضية مشتركة تجعل من أسئلة المجتمع الثقافية والسياسية والاجتماعية تربتها الأساس ومحور انشغالاتها ومرافعاتها.