يبدو أن بعضا من العصابات المختصة في بيع الوهم للراغبين في الهجرة غير المشروعة نحو القارة العجوز، قد حولوا أنشطتهم الإجرامية من المناطق الساحلية إلى مدن داخلية خاصة المعروفة بتوافد سكانها على إيطاليا وفرنسا، وبهذا الخصوص أكدت مصادر من البروج أن أكثر من ثلاثين ضحية من أبناء بني مسكين تعرضوا للنصب من قبل هؤلاء وسلبوا كل واحد منهم ما بين 10 آلاف و15ألف درهم مقابل إيهامهم بمعانقة الفردوس المفقود. نفس المصادر أكدت لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن شخصا من البروج يعمل وسيطا لتجار الموت، أخذ من الضحايا قدرا من المال مقابل مدهم بأسماء لأشخاص بمناطق الجنوب خاصة أكادير لتحويل باقي المبلغ لهم عبر وكالة لتحويل الأموال. اختيار عصابة التهجير السري لبني مسكين وإيجاد ممثل لها بعاصمتها البروج، لم يكن اعتباطيا، ولكن لدراية المتاجرين في البشر أن شباب غالبية هذه المنطقة حلمهم الوحيد هو الوصول لأوروبا، وبأي طريقة، ومعانقة إخوانهم وأبناء عمومتهم في بلاد المهجر، في ما الآباء والأولياء يضعون أيديهم على قلوبهم، ليس وجلا على ضياع الأموال، ولكن خوفا من فقدان فلذات أكبادهم داخل غياهب المحيط الأطلسي، لاسيما والمنطقة لم تستفق بعد من صدمة ضياع شباب من أولاد سيدي بن داود، عادوا قبل أشهر قليلة لذويهم داخل توابيت. وأمام غزو تجار الموت للمنطقة، يطالب أولياء الشباب الحالم، بفتح تحقيق في الموضوع والضرب على أيادي كل المتلاعبين، حفاظا على أموال وسلامة شبابنا ببني مسكين وكل المناطق المشبوهة.